روسيا والصين تؤكّدان ضرورة احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها
نيويورك – موسكو – سانا
أكّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الغرب يواصل مسرحياته في مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن مشروع القرار الذي قدّمه الغرب بذريعة إيصال المساعدات عبر الحدود يتجاهل مصالح الشعب السوري.
وأوضح نيبينزيا عقب استخدام بلاده حق النقض الفيتو ضدّ مشروع القرار، أن الغرب يستخدم آلية المساعدات عبر الحدود لتوفير الدعم للإرهابيين في إدلب، مشدّداً على أن روسيا ستدعم فقط مشروع قرارها ولن يكون هناك تمديد تقني.
وبيّن نيبينزيا أن السبيل الوحيد للخروج من المأزق هو دعم مشروع روسيا الذي طُرح للتصويت بعد المشروع السويسري وقدّم تدابير عملية لتحسين آلية المساعدة عبر الحدود.
وفي سياقٍ متصل، استنكرت وزارة الخارجية الروسية استهتار ممثلي الأمم المتحدة “ذوي المناصب العالية” بقواعد المساعدة الإنسانية الدولية ومبادئها الأساسية ومعاناة ملايين السوريين من أجل إرضاء المطالب السياسية للدول الغربية لتقويض سيادة سورية وتعميق انقسام أراضيها.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية: إنه استرعى انتباه موسكو النداء الجماعي لممثلي الجناح الإنساني لهيئة الأمم المتحدة في الخامس من تموز الجاري على خلفية المناقشة في مجلس الأمن في نيويورك بصدد المساعدة الإنسانية الدولية لسورية، بما في ذلك الآلية العابرة للحدود، لافتة إلى أن طليعة الأمم المتحدة (المؤلفة بأغلبيتها من الأمريكيين والأوربيين بمحض المصادفة كما يزعمون) وضعت علامة المساواة بين المساعدة الإنسانية للسوريين بشكل عام، وبين الآلية التعسفية التي تنتهك القانون الدولي الإنساني.
ولفت البيان إلى أن سورية تبقى البلد الوحيد في العالم الذي تعمل فيه منذ عام 2014 كتدبير مؤقت وطارئ آلية عابرة للحدود لإيصال المساعدة الإنسانية دون موافقة حكومتها والتنسيق معها، ويجري استخدام هذه الآلية من أجل ضمان تزويد المجموعات المصنّفة إرهابية في مجلس الأمن في إدلب دون انقطاع.
كذلك استنكر البيان تجاهل دول الغرب الكامل لمعاناة واحتياجات 14 مليون شخص سوري لسبب واحد فقط هو أنهم يعيشون في مناطق تقع تحت إشراف الحكومة السورية، ويتولّد انطباع بأن هؤلاء السوريين لا يحتاجون إلى المساعدة ولا سيما بعد الزلزال المدمّر في السادس من شباط الماضي.
وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أنه يتم في الوقت ذاته وبعناية فائقة إغماض العين عن وقائع مثل إحباط إرساليات القوافل الإنسانية الداخلية من دمشق إلى جميع مناطق البلد “كروس لاين” وتقويض مشاريع الإعمار المبكر للبنى التحتية المدنية “المدارس والمشافي والمنازل والتزويد بالمياه والطاقة الكهربائية”، بما في ذلك نتيجة التقييدات غير الشرعية الأحادية الجانب، كذلك رفض الإسهام في عودة السوريين إلى أماكن سكنهم الأصلية وعدم تنفيذ وعود المانحين في ظل استمرار نهب الموارد الطبيعية من نفط وحبوب من البلدان الغربية.
من جهةٍ ثانية، أكّد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون ضرورة احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها ضمن أي مناقشة لمسألة إدخال المساعدات الإنسانية إليها.
وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: إن موقف الصين من القضية الإنسانية في سورية ثابت وواضح، وقد أكّدنا على الدوام أن المساعدة الإنسانية لسورية يجب أن تقدّم بطريقة تحترم سيادتها.
ودعا تشانغ إلى مواجهة الآثار السلبية للعقوبات الأحادية الجانب على إرسال المساعدات الإنسانية، والتخلّي عن المعايير المزدوجة وتسييس القضايا الإنسانية، ومواصلة التشاور والبحث عن أكبر عامل مشترك يمكنه استيعاب اهتمامات بعضنا.