أخبارصحيفة البعث

مياه فوكوشيما الملوّثة.. الصمت سيّد الموقف

تقرير إخباري   

في الأيام التي تلت إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها حول تصريف المياه الملوّثة نووياً من محطة فوكوشيما النووية البائدة في اليابان، أعرب الكثير من المجتمع الدولي عن معارضته الشديدة للخطة، لكن العديد من الدول الغربية أبقى على صمته المدروس.

لقد أصدرت الخارجية الأمريكية، بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بياناً ترحّب فيه بالتقرير، بينما أوضحت بعض وسائل الإعلام الغربية في تقاريرها أن اليابان والوكالة الدولية للطاقة الذرية أطلقوا اسم المياه المعالجة بدلاً من المياه الملوّثة بالأسلحة النووية، حتى إن تقريراً لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أدخل مقطع فيديو شارك فيه أحد المراسلين في عرض أكل السمك، وقال فيه: إن الأسماك التي يتم صيدها بالقرب من فوكوشيما آمنة جداً ولا داعي للقلق.

وأما بعض وسائل الإعلام الغربية التي حاولت أن تكون موضوعية أو محايدة من خلال الاستشهاد بمصادر مختلفة، فقد كانت حذرة وتتجنّب عمداً طرح الأسئلة الرئيسية، بما في ذلك المخاطر البيئية لخطة التفريغ، ومدى استقلالية وتمثيل العيّنات التي حصلت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهل كان تقييم اليابان لخطة التفريغ ملائماً؟.

أيضاً أظهرت دراسات متعدّدة أن المياه الملوّثة من المحطة النووية تحتوي على أكثر من 60 من النويدات المشعّة، وحتى اليابان نفسها تعترف بأن حوالي 70 في المائة من المياه المعالجة لا تفي بمعايير التصريف.

ولكن حسب معهد ألماني للبحوث البحرية، ستنتشر المواد المشعّة في معظم أنحاء المحيط الهادئ في غضون 57 يوماً، وسيتم تصريف النويدات المشعّة بشكل مستمر في البحر لمدة 30 عاماً أو أكثر، وذلك سيلحق الضرر ليس فقط بالبيئة البحرية البيئية، ولكن أيضاً سيعرّض صحة الإنسان وحياته للخطر.

إن السؤال المطروح هنا: لماذا تبقى بعض الدول الغربية هادئة وصامتة حيال التفريغ الياباني للمياه الملوّثة؟. حسب معظم المحللين السياسيين ربما تكمن الإجابة في أن ماضيهم المعقّد على الأغلب هو السبب، فقد أجرت الولايات المتحدة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي 67 تجربة نووية في جزر مارشال، وبات من الواضح أن الولايات المتحدة تستخدم الأمن النووي ورقة مساومة لكسب اليابان وجعلها تبقى معتمدة عليها.

ومع ذلك، فإن موقف الدول الغربية لا يزال يثير الدهشة والاستغراب، ولا يسعه إلا أن يجعل الناس يتساءلون: أيّ نوع من النفاق وازدواجية المعايير يجعل المرء يراقب البلدان النامية بينما يكون أعمى بشكل انتقائي في مواجهة حلفائه؟.

يجب على الحكومة اليابانية أن تستجيب للنداء العادل لجميع الأطراف، وأن توقف على الفور خطة تصريف المياه الملوّثة بالأسلحة النووية، وتحمي البشر والشجر والحجر من الضرر.

عائدة أسعد