أخبارصحيفة البعث

مدفيديف.. روسيا سترد بالذخائر العنقودية

موسكو – تقارير   

أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن بلاده سترد على قصف نفذته أوكرانيا بالذخائر العنقودية، محذراً من أن الحرب العالمية الثالثة تقترب.

وقال ميدفيديف على حسابه في موقع التلغرام كما أفاد موقع أرتي: إن العملية العسكرية الخاصة في دونباس ستستمر بنفس الأهداف، وإن أهم تلك الأهداف هو رفض مساعي كييف للانضمام إلى حلف الناتو، لافتاً بهذا الصدد إلى أن النتائج الأولية التي أسفرت عن قمة الناتو اليوم في فيلنيوس كانت متطابقة مع توقعات روسيا المسبقة.

وحول نتائج قمة حلف الناتو الأولية، أبدى مدفيديف اهتماماً خاصاً بقرار دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو بالرغم من أن موعد انضمامها ترك مفتوحا ولم يتم تحديد أية شروط لذلك.

كذلك لفت إلى قرار رفع حجم المساعدات العسكرية المقدمة لنظام كييف. وتساءل مدفيديف “ماذا يعني كل هذا بالنسبة لنا، كل شيء واضح، العملية العسكرية الخاصة ستستمر بنفس الأهداف وأحد تلك الأهداف هو رفض انضمام مجموعة نازيي كييف إلى حلف الناتو وهو ما أصررنا عليه من البداية ويعتبر أمراً مستحيلاً بالنسبة لنا”.

وخلص مدفيديف إلى أن هذا الهدف يعني أنه سيتعين على روسيا التخلص من هذه المجموعة، مشدداً على ضرورة إتمام هذه الخطة لإنهاء الأزمة وإحلال السلام في أوكرانيا.

وأعلنت سلطات مقاطعة زابوروجيه يوم الثلاثاء عن قيام النظام الأوكراني باستهداف مدينة توكماك في المقاطعة بالذخائر العنقودية، في أول استخدام لها بعد تزويد واشنطن لنظام كييف لها.

من جهةٍ أخرى، أكّد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن تقديم الضمانات الأمنية لأوكرانيا من قبل مجموعة السبع الكبرى خطوة خاطئة وغاية في الخطورة، واعتداء على أمن روسيا.

وقال للصحفيين: “نحن نعتبر هذا خاطئاً للغاية وخطيراً جداً، لأنه من خلال تقديم أي نوع من الضمانات الأمنية لأوكرانيا تتجاهل هذه البلدان في الواقع المبدأ الدولي المتمثل في عدم قابلية الأمن للتجزئة”.

وأضاف بيسكوف: “توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا يمثل تعدياً على الأمن الروسي، وهذا محفوف بعواقب سلبية للغاية على المدى المتوسط والطويل، وحتى على المدى القصير”، واصفاً حلف الناتو بأنه حلف هجومي، ولم يتم إعلانه وتشكيله لضمان الاستقرار والأمن الدوليين بل لإثارة الاضطراب والعدوان.

وأشار بيسكوف إلى أن توفير الذخائر العنقودية لأوكرانيا يغير الوضع، ويجبر روسيا على اتخاذ إجراءات مضادة تقوم وزارة الدفاع الروسية بتحديدها.

وفيما يتعلق برؤية الناتو للتعاون بين موسكو وبكين بأنه يشكل تهديداً له قال بيسكوف: “مثل هذه المواقف تتحدث عن جهل جوهر العلاقات الروسية الصينية، فعلاقاتنا ليست موجهة بأي شكل من الأشكال، ولم تكن موجهة أبداً ضدّ دول أخرى أو أي أحلاف، على الرغم من حقيقة أننا نتحدث عن تحالفات عدوانية بطبيعتها”.

وأضاف: “العلاقات الروسية الصينية تجلب السلام حقاً، وتحقق الاستقرار في المنطقة، وتخلق الازدهار لشعبي البلدين والبلدان، وتحقق تآزراً شاملاً من أجل الانتعاش الاقتصادي”.

وكانت مديرة شؤون أوروبا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أماندا سلوت قالت في وقت سابق: “إن البيت الأبيض سيجري سلسلة من المحادثات الثنائية بين زعماء مجموعة السبع وأوكرانيا، للتوصل إلى ضمانات أمنية ثنائية”.

وفي شأنٍ متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن المواجهة في أوكرانيا لن تتوقف حتى يتخلى الغرب عن خططه في الحفاظ على هيمنته وهوسه بإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا على أيدي أدواته في كييف.

وفي مقابلة مع صحيفة “كومباس” الإندونيسية قال لافروف: “حتى الآن لا توجد مؤشرات على التغيير في هذا الموقف، ونرى كيف يواصل الأمريكيون وأتباعهم ضخ الأسلحة بشكل واسع إلى أوكرانيا، ودفع نظام كييف لمواصلة الحرب”، مشيراً إلى تجاهل الغرب لمبادرات وقف الصراع في أوكرانيا ورفض كييف دخول وسطاء بهدف تسوية الأزمة بما في ذلك المقترحات الإندونيسية لتكون بمثابة وسيط بين روسيا وأوكرانيا.

وشدّد لافروف على الضرر الناجم عن محاولة فرض ما سمي بصيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي كوصفة وحيدة ممكنة للتسوية، والتي تمثل “أحد أعراض الموقف العدواني من نظام كييف وحلفائه”.

من جهةٍ أخرى، أكد لافروف أن العالم يشهد الآن نهاية الهيمنة الغربية، فيما تقوى مراكز التنمية الجديدة وتتسارع وتيرة نشاطها.

وقال لافروف عبر الفيديو للمشاركين في منتدى الدبلوماسيين الشباب من دول أوراسيا تحت عنوان “دبلوماسية العالم متعدد الأقطاب الجديد”: إنه في الوقت الذي نلاحظ فيه نهاية الهيمنة الغربية على العالم تزداد مراكز التنمية الجديدة قوة وتكتسب زخماً أكبر في أوراسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ودعا لافروف المشاركين في العلاقات الدولية إلى أن يأخذوا بعين الاعتبار أن تشكيل نظام عالمي أكثر عدلاً وتوازناً ومتعدد المراكز هو واقع جيوسياسي.

وأوضح لافروف أنه من المهم أن يكون التعاون والمصالح متوافقة وبعيدة عن التنافس، وألا تقوم التعدّدية القطبية الناشئة على المواجهة العسكرية والسياسية والاقتصادية بين اللاعبين الدوليين الرئيسيين.

كذلك، أشار لافروف إلى أهمية دور الدبلوماسية التي تستند إلى مبادئ القانون الدولي، وأهمها ميثاق الأمم المتحدة واحترام التنوع الثقافي والحضاري للعالم، وحق الشعوب في اختيار سبل تنميتها.