التسلل أبرزها.. حزمة جديدة من التعديلات يقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم
البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن حزمة من التعديلات فيما يخصّ قوانين اللعبة على أن يصار لتطبيقها على نطاق محدود وبشكل تجريبي منذ بداية الشهر الجاري، وتأتي هذه التعديلات ضمن خطة رئيس قسم التطوير في الفيفا الفرنسي أرسين فينغر، والذي منذ توليه منصبه لم يكل أو يمل في سبيل إضفاء بصمته وتطوير اللعبة بهدف التقليل من الأخطاء التحكيمية بشكل خاص وزيادة المتعة.
وبناء على التعديلات الجديدة سيتم إلغاء الهدف في حالة تواجد شخص غير مصرح له التواجد على أرض الملعب من الفريق الذي يسجل، بغض النظر عما إذا كان يتدخل في المباراة أم لا، فيما يتم احتساب الهدف إذا قام شخص غير مصرح به من الفريق المستقبل للهدف باقتحام الملعب، كما سيفسح المجال كاملاً لدور الحكم المساعد الاحتياطي، ما يتيح له تقديم المشورة للحكام الآخرين خاصة حكم الساحة.
واحتفال الفريق بالهدف سيكون سبباً منفصلاً من أسباب إهدار الوقت الذي يجب على الحكم احتسابه في نهاية كل شوط، فيما لن ينظر الحكم بعين الاعتبار للبطاقات الصفراء والتحذيرات الشفهية التي وجهها للاعبين وأعضاء الفريق الفني أثناء المباراة خلال تنفيذ ركلات الترجيح، وذلك يعني انفصال ركلات الترجيح عن المباراة بشأن الإنذارات والتحذيرات الشفهية.
كما سيتم احتساب تسلل على المهاجم إذا قام المدافع قبلها بمحاولة اعتراض الكرة لكنه لم يحكم السيطرة عليها بشكل صحيح، وإذا تعمد المدافع عرقلة المهاجم داخل منطقة الجزاء لمنع هدف محقق دون الرغبة في الوصول إلى الكرة سيتم طرده مباشرة، على أن يتحقق الحكم من وجود إمكانية للعب الكرة، ولن يسمح لحارس المرمى بتشتيت ذهن اللاعب الذي يستعد لتسديد ركلة جزاء بأي طريقة كانت.
أما أكثر التعديلات إثارة للجدل فهو تعديل قانون التسلل، فبعد أن كان القانون متشدداً جداً في أحكام وحالات التسلل ليدقق على أصغر عضو في الجسم ومكانه لحظة التسلل، إلى السماح للمهاجم بالتقدم بجزء من جسمه على آخر ثاني مدافع أو الكرة عند لعب الكرة من زميله (حيث إن الكرة تغطي التسلل إذا كانت أقرب لخط المرمى من المهاجم).
فما هو سر هذا المقترح؟ بحسب فينغر فقد أخذ الفكرة بعد اطلاعه عام 2021 على دراسة أجريت في الدوري الإنكليزي الممتاز تشير إلى أن حالات التسلل ستنخفض إلى النصف في حال إلغاء التسلل بجزء من الجسد، وهو أمر سيجعل كرة القدم أكثر هجومية وبالتالي أكثر أهداف وإثارة.
ولم يخف رئيس الفيفا جياني إنفانتينو رغبته في التغيير لكنه أكد عدم المساس بوجود التسلل كقانون، بقوله إن “التعديل في مرحلة الدراسة، لأننا نريد أن تكون كرة القدم أكثر هجومية كل يوم، في 135 عاماً من التاريخ تم تغيير قانون التسلل مرتين فقط”.
وستتم تجربة مقترح قانون التسلل الجديد تحت إشراف خبراء التحكيم في الفيفا في دوريات بعيدة عن الدرجة الأولى في بعض الدول، منها هولندا وإيطاليا والسويد، في بطولات الدوري للرجال تحت 21 عاماً والسيدات تحت 19 عاماً، قبل تطبيقه-حال نجاحه-في جميع البطولات.
وبعد إقراره من قبل المجلس الدولي، سيتم تعديل المادة 11 (التسلل) والبدء بالعمل بالتعديل بداية من موسم 2025، وذلك لمنح الحكام فرصة للتدريب على التعديل والفرق فترة كافية للتعرف والتدريب عليه أيضاً.
وكان فينغر يأمل في أن يتم تطبيق القانون الجديد في كأس العالم 2022 في قطر لكن الوقت لم يكن معه، ويعتبر المهاجمون السريعون المستفيد الأكبر من التعديل، حيث سيمنحهم إمكانية تسجيل عدد أكبر من الأهداف، وهو عامل من شأنه أن يزيد متعة المباريات، ويحسم أيضا نتائج مهمة لفرق قد تصارع لتحقيق الألقاب أو لضمان البقاء.
بينما سيتضرر منه المدافعون البطيئون الذين يعتمدون بشكل كبير على التمركز لمحاولة إيقاف هجمات المنافسين، بما أنه يمنح الأولوية للمهاجمين دوماً حتى إن كان فارق المسافة ضئيلاً جداً، فيما سيضطر المدافعون للعب بحذر شديد أكثر من العادة.
ويسعى القانون الجديد إلى القضاء على التخمين الذي ينطوي عليه تحديد حالات التسلل، وإعادة الميزة إلى الفريق المهاجم، فلطالما شغلت حالات التسلل الوسائط الإعلامية ومحبي كرة القدم داخل وخارج المستطيل الأخضر، رغم التكنولوجيات الحديثة التي أضحت تعتمد عليها كرة القدم، وهذا راجع لرغبة جميع الفرق في تحقيق الفوز خاصة في المباريات المهمة.
وفي حال لم تنجح التجربة، وهو احتمال ضئيل جداً، فستنتهي وكأن شيئاً لم يحدث، لكن السؤال المطروح هل سينهي هذا التعديل الجدل والاعتراض على الحكام؟ حقيقة ًلا يمكن لأي تعديل مهما كان ثورياً أن ينهي الجدل حول القرارات التحكيمية والاعتراض على الحكام، حتى تقنية الفيديو المساعد “الفار” التي بدأ تطبيقها في كأس العالم 2018 في روسيا بهدف تصحيح أخطاء الحكام لم تنه الجدل بل ونتج عنها أخطاء هي الأخرى.