نبض رياضي.. المال والكرة والألعاب الفردية
البعث الاسبوعية-مؤيد البش
منذ أن تم تحديد موعد الدورة العربية الخامسة عشرة التي تقام هذه الأيام في الجزائر سارع المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي لتقديم كل الوعود بتوفير مستلزمات المشاركة اللائقة في هذا الحدث العربي التي غابت عنه رياضتنا لفترة قاربت العقد والنصف، وطبعاً هذه الوعود لم تنفذ بشكل كامل لكن بالمجمل يمكن القول أن الاستعدادات كانت مقبولة بالنظر للواقع العام.
لكن أكثر ما كان لافتاً هو تذكر المكتب التنفيذي ضرورة دعم الرياضات الفردية، ومنحها ما يلزم من مال ومعسكرات داخلية وخارجية وكأن رياضتنا هي رياضة مناسبات وروزنامة البطولات وتحقيق الميداليات هو الذي يحرك القائمين عليها، بدلاً من أن يكون البناء الرياضي متكاملاً ومتناسقاً ومحدداً بجدول زمني ويركز على الرياضات المتميزة التي تمتلك القدرة على بلوغ منصات التتويج.
وللأسف الشديد يمكن القول بأن القيادة الرياضية توجهت خلال فترة عملها نحو كرتي القدم والسلة ووفرت لهما كل الميزات والمتطلبات المالية والدعم اللوجستي، وذلك بذريعة شعبيتهما الجارفة لكن الحصاد لم يكن بقدر العطاء فخرجت اللعبتان دون نتائج تذكر في كافة المشاركات وبمختلف الفئات.
وبمقابل هذا الكرم منقطع النظير مع الاتحادين “المحترفين” نجد تعاملاً مختلفاً جذرياً مع بقية الاتحادات، فالمشاركات الخارجية بقصد الاحتكاك من المنسيات في قواميس الاتحاد الرياضي، حتى أن بعض الألعاب غابت عن الأجواء التنافسية منذ دورة المتوسط التي جرت قبل عام تقريباً قبل أن تصحو من سباتها في الدورة العربية، لكن الجميل أنها استطاعت تحقيق ميداليات بدعم شحيح، فماذا لو نالت جزءاً يسيراً مما تناله كرتا القدم والسلة؟
المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي كان قد أكد أكثر من مرة أن وظيفته الأساسية هي إعداد المنتخبات الوطنية، وهذا الأمر ممتاز جداً من الناحية النظرية، لكن تطبيقه فعلياً على أرض الواقع يتطلب النظر إلى كل الألعاب بسوية واحدة واهتمام متكافئ، فلاعب ملاكمة على سبيل المثال قادر على الوصول إلى الميداليات العالمية برعاية بسيطة فيما منتخبا القدم والسلة ليسا قادرين على تنظيم بطولة محلية منتظمة رغم سيل الدعم المادي وزخم التغطية الإعلامي.
تغيير طريقة التعامل المزدوجة لا يبدو أنه ممكن في المدى المنظور من قبل القيادة الرياضية لأسباب عديدة، وبالتالي فإن استمرار المعاناة للألعاب الفردية يبدو مؤكداً إلا إذا تم النظر إليها وفق أهميتها لا جماهيريتها ومتابعتها الإعلامية مع منحها القليل من الاهتمام الذي يعد حقاً لها لا منة من أحد.