شطرنج سوري بثلاثة كراسي وطاولة من الذهب الخالص.. ويرمز لبعض مراحل الحضارة السورية
دمشق- ميس خليل
تمكّن فريق عمل سوري مؤلف من 15 حرفياً وفناناً تشكيلياً في الفنون النحاسية والتشكيلية من تصميم وإنجاز تحفة فنية إبداعية عبارة عن شطرنج من النحاس مغطس بمادة الذهب الأصلي مصحوب بثلاثة كراسي ملكية منجدة بالبروكار الحرير الأصلي ذات السبعة ألوان.
صاحب فكرة المشروع وشيخ الكار في الفنون النحاسية والتشكيلية وأمين سر حاضنة دمر الحرفية عدنان تنبكجي أوضح لـ”البعث” أن العمل أصبح في مراحله الأخيرة، وتمّ تقديم طلب للاتحاد العام للحرفيين للحصول عن طريق حاضنة دمر الحرفية على صك الملكية بالتحفة المذكورة، وتمّ تعيين 5 خبراء من جامعة دمشق وشيوخ كار لفحص التحفة والتأكد من مصداقية العمل.
وبيّن تنبكجي أن أقسام التحفة طاولة، وهي عبارة عن طبقتين في كل طبقة رقعة شطرنج، شكلها الهندسي مسدس، أبعادها 80 سم، فيها 12 زاوية و6 أرجل، تمثل كل زاوية من الزوايا المذكورة رمزاً للخيل العربي الأصيل وهو في أقوى حالته، وخاصة في المعارك، وعلى كل خيل رمز قوة أجنحة للعقاب السوري وعند بطن كل رجل من الأرجل نقطة ارتكاز خاصة بالرقعة العلوية وأخرى للرقعة السفلية، وما بين الطاولتين المذكورتين 3 عروق من النحاس المزخرف زخارف نباتية ذات الطابع التراثي، يحمل كلّ عرق صندوقاً مفتوحاً، الغاية منه وضع أحجار الشطرنج المقتولة أثناء اللعب، فالطبقة الأولى فيها رقعة بـ96 قطعة، أشكالها شبه مربع، من الرخام السوري المؤلف من لونين اللون الأول: سكري مصدره مدينة حلب (عفرين) واللون الثاني: من ألوان الزهر، مصدره ريف دمشق يُسمّى (البرزاوي) ومزودة بخيوط نحاسية بطريقة التكفيت.
أما الطبقة الثانية فهي مماثلة للطبقة الأولى، مقاساً وشكلاً، لكن مصنوعة من خشب الجوز البلدي المعروف بالعالم معمولة بشكل ثلاثي الأبعاد K وعلى محيط الرقعة العلوية والسفلية يوجد رول نحاسي ارتفاعه 10 سم مزخرف زخرفة نباتية فنية تشكيلية، وكلّ ما ذكر من النحاس المغطس والملبس بذهب خالص عيار24.
وذكر تنبكجي أنه من ضمن منظومة التحفة الفنية ثلاثة كراسي ملكية تراثية الهيكل الداخلي من بروفيل حديد مقاس 3 × 3 لضرورة العمل وزيادة المتانة، مغطى بالكامل من النحاس المزخرف ذات الطابع السوري التراثي الهندسي والنباتي العائد لما يقارب 420 عاماً، ولكل كرسي تاجان ملكيان يحملان طابع الحضارة السورية في الفترة الرومانية، والكرسي أيضاً مزوّد بخلفية من الألكابوندوند الذهبي مع زخارف نحاسية، وفيها أحجار من الكريستال التشيكي المعروف بالبهيمي شوار فسكي.
أما تنجيد الكراسي فعبارة عن قطعة خشب على مساحة الكرسي نفسه، وعليها الإسفنج المضغوط العالي الجودة وبالمواصفات العالمية مغطى من قماش البروكار الحريري الأصلي، الرسمة الملكية الذهبية ذات السبعة ألوان المميزة عالمياً والنادر وجودها في وقتنا الحالي.
أما ما يخصّ مجسمات الأحجار النحاسية المخصصة لهذه اللعبة فقد تم اختيار المجسمات -بحسب تنبكجي- من الحضارة العربية والإسلامية وتاريخ سورية، فالملك مجسم من النحاس المزخرف مغطس بالذهب ويمثل السلطان صلاح الدين الأيوبي، وهو رمز تاريخي للعصور السابقة والعصر الحديث والذي يذكرنا بأن الاحتلال زائل لا محال، والوزير مصنوع أيضاً من النحاس المزخرف مغطس بماء الذهب عيار 24 وهو رمز للملكة زنوبيا ملكة تدمر العربية التي قاومت الاحتلال الروماني ووصلت دولتها إلى مصر، أما الفيل، وعدده اثنان مصنّعان من النحاس المزخرف مغطس بماء الذهب عيار 24 مزود بقاعدة نحاسية، وهو يمثل الفيل السوري في حضارات ما قبل الميلاد، أما الحصان، وعدده اثنان مصنعان من النحاس المزخرف مغطس بماء الذهب عيار 24 وفيه دلالات الخيل العربي الأصيل، والقلعة، اثنتان مصنوعتان من النحاس المزخرف مغطستان بماء الذهب عيار 24 تمثل صمود دمشق ضد الحملات الغازية، في حين أن الجنود وعددهم ثمانية أيضاً مصنوعون من النحاس المزخرف مغطس بماء الذهب، فقد تم اختيار مجسم الجندي لرمز تاريخي هو إبراهيم العطار القائد العربي الذي صمد في وجه القشتاليين ما دفع الإسبان لإقامة نصب تذكاري له تخليداً لهذا الصمود الأسطوري.