روسيا تسحب الضمانات الأمنية لشحنات الحبوب وتغلق الممر المخصّص لها
موسكو – سانا
أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن روسيا سحبت ضماناتها الأمنية لشحنات الحبوب بموجب اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وستغلق الممر الإنساني المخصّص لهذا الأمر في البحر الأسود غداً.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن استمرار اتفاقية الحبوب في ظروف التعطيل الصريح من الدول الغربية فقَد معناه، ولهذا السبب تسحب روسيا الضمانات الأمنية لممر البحر الأسود، وبالتالي ستتوقف مبادرة حبوب البحر الأسود عن العمل غداً.
وأضافت الوزارة: إن روسيا ستكون مستعدّة للنظر في استئناف اتفاقية الحبوب فقط إذا تم الحصول على نتائج ملموسة، وليس الوعود، مشيرة إلى أنه بعد مرور عام تبدو نتائج العمل في مجال تنفيذ مبادرة البحر الأسود مخيّبة للآمال.
وأكّدت الوزارة أن تصدير المواد الغذائية من أوكرانيا بقي حتى اللحظة الأخيرة يهدف إلى خدمة مصالح نظام كييف ورعاته الغربيين، موضحة أنه تم استخدام الموانئ والممر الآمن الذي فتحته روسيا لتصدير الحبوب الأوكرانية لتنفيذ الهجمات الإرهابية.
وأضافت الوزارة: إن أقل من 3 بالمئة من المواد الغذائية ذهب إلى أفقر البلدان في إطار اتفاقية الحبوب، بينما ذهب أكثر من 70 بالمئة إلى البلدان ذات الدخل المرتفع.
إلى ذلك، أكّد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشسلاف فولودين أن استئناف اتفاقية الحبوب متوقف على تنفيذ التزامات الدول الغربية تجاه روسيا بموجبها، وعدم استخدام “ممر الحبوب” عبر البحر الأسود لشنّ هجمات إرهابية.
ونقلت وكالة تاس عن فولودين قوله في قناته على موقع تليغرام: إن “مجلس الدوما سيطالب البرلمانات الدولية بعدم السماح باستخدام “ممر الحبوب” للتغطية على هجمات إرهابية من نظام كييف”، مشيراً إلى أن فلاديمير زيلينسكي ورعاة نظام كييف مسؤولون عن مقتل المدنيين وتدمير المرافق الحيوية.
وشدّد فولودين على أنه يمكن تجديد اتفاقية الحبوب فقط إذا تم تنفيذ جميع الالتزامات تجاه روسيا وفي حال عدم استخدام ممرات تنفيذها لشنّ هجمات إرهابية.
يُذكر أنه تم تجديد العمل باتفاقية “ممر الحبوب” في البحر الأسود عدة مرات، آخرها في الـ18 من أيار الماضي ولمدة 60 يوماً.
بدوره، أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف وقف العمل بصفقة الحبوب، مؤكداً إمكانية عودة روسيا إليها على الفور بمجرّد تنفيذ المتطلبات الروسية منها.
ونقل موقع RT عن بيسكوف قوله في إفادة صحفية: إن “الصفقة يمكن أن تعود فوراً بمجرد تنفيذ الجزء الروسي منها”.
من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية: إن روسيا أبلغت رسمياً اليوم كلاً من تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة باعتراضها على تمديد “صفقة الحبوب”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في الاجتماع الـ46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود على أنه إذا لم ينفّذ الجزء الروسي صفقة الحبوب فلن يكون هناك حديث عن تمديدها.
وتنصّ اتفاقية صفقة الحبوب بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، إلا أن الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية لم يتم تنفيذه، نظراً لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة أمام ذلك.