رياضةصحيفة البعث

تدني المستوى وسوء الملاعب أبرز عناوين عودة الدوري الكروي الممتاز

ناصر النجار
مباريات المرحلة ما قبل الأخيرة من ذهاب الدوري الكروي الممتاز أطلت بمشاهد سوداء أخبرتنا عن الواقع الكروي المتردي ليس على صعيد المنتخبات الوطنية ولجنة تسيير الأمور فقط، بل على صعيد الأندية وما تعانيه من إفلاس حقيقي في الفكر الاحترافي والفهم الكروي.
وربما المشهد الأول نجده في ربوع فريق الجيش وقد صححت إدارة النادي مسار فريقها الفني عندما استغنت عن مدربها البديل محمد عقيل بعد أربع مباريات خرج فيه فريقها من المنافسة الجادة، ليكون تصرف إدارة النادي  على مبدأ العودة عن الخطأ فضيلة.
خسارة الوحدة أمام حطين أعطت مؤشرات سلبية عن واقع الفريق المتخبط، فلم يقدم الأداء المنتظر أمام فريق يعيد بناء نفسه ويرسم لمبارياته القادمة خطوات النجاة، الخسارة وضعت الفريق البرتقالي بمأزق أمام جمهوره لأنه كما الجيش ابتعد خطوات عن ركب كبار المنافسين بدل أن يقترب خطوة للأمام في مباراة حسبها أنصاره مضمونة وفي “الجيب”.
المشهد المؤلم كان في ملعب الباسل بحمص حيث بدا في حالة يرثى لها من الخراب وسوء أرضيته، حتى تجهيزاته كانت في خبر كان فالرايات الركنية وضعها مثير للدهشة والمرافق الصحية وغرف الفريقين والحكام غير صالحة لأي شيء!.

لذلك لم يستمتع أحد بمباراة كان متوقعا لها أن تكون جميلة، لكن أرض الملعب أعاقت اللاعبين عن أداء مباراة مقبولة. والغريب أن ملعب خالد بن الوليد انتهى من صيانة أرضيته وصارت جاهزة، لكن مدرجاته ما زالت غير جاهزة لاستقبال الجمهور، وهذا الكلام نسمعه منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولو أن العمل كان جاداً في المدرجات لتم بناء ملعب كامل، ولكن هذه قصة كرة القدم الحزينة مع المنشآت التي لا تلقى الاهتمام المطلوب، وكم كنا نتمنى ألا تنقل المباراة على الهواء لأن المناظر المزعجة كانت مسيطرة على المشاهدين ولم نستفد من هذا النقل سوى السمعة السيئة.
من المباراة ذاتها، سمعنا كلاماً غير سار عن إدارة نادي الكرامة؛ فبعد استقالة أحد أعضاء الإدارة، أعلن العديد من أعضاء الجهاز الفني استقالاتهم، ما يؤكد أن الأمور في نادي الكرامة لا تسير بالطريق الصحيح، وهذه المنغصات صارت حلقة يومية من حلقات نادي الكرامة الذي لا يعيش أفضل أوقاته.
صحيح أن جبلة لم يتعرض للخسارة حتى الآن إلا أنه وقع بالتعادل الثامن من أصل إحدى عشرة مباراة، فأضاع فكرة المنافسة التي كان يتوق إليها أنصار النوارس بعد مجمل أداء جيد لكن النهايات لم تكن موفقة بالفوز ليحل التعادل كظل أسود على الفريق وأنصاره والأسباب قد تكون فنية وأهل جبلة أدرى بشعابها.
عفرين خاض مباراته الثانية عشرة دون أي فوز يطرب به أنصاره ويصنع له أملاً بالدفاع عن وجوده وقد احتل ذيل الدوري منذ انطلاقته حتى الآن، وضع عفرين يسوء يوماً بعد يوم وإذا كان يعتبر تأهله إلى الدوري الممتاز انجازا، فإنه أضاع هذا الإنجاز بسوء الإدارة والنتائج ومن المؤكد أنه سيكون أول المغادرين.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن فريق الشرطة قد يواجه المصير ذاته بنتائجه التي باتت لا تعبر عن جدية إدارة النادي برعاية فريقها الكروي وهي تتركه لمصيره الذي لا يسر عدواً ولا صديقاً.