دراساتصحيفة البعث

“جيش الاحتلال الإسرائيلي” هو الإرهابي

ترجمة: عناية ناصر 

في بداية شهر تموز الحالي، وأثناء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية المحتلة، أجرت المذيعة في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي نيوز”، أنجانا غاديل، مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، وسألته عمّا إذا كانت قوات الاحتلال “سعيدة بقتل الأطفال في جنين”.

كانت أسئلة غاديل خلال المقابلة مباشرة وواضحة لدرجة صدمت بينيت، الذي رفض إجابتها، وحاول إقناعها بأن جميع الفلسطينيين الذين تعرّضوا للقتل أو الجرح أو النزوح أثناء الهجوم هم أهداف مشروعة. وعندما أخبرته غاديل أن أربعة من الفلسطينيين الذين قُتلوا في جنين كانوا قاصرين، وعرّفتهم الأمم المتحدة بأنهم أطفال، قال بينيت: إن “الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا في جنين هم إرهابيون”، زاعماً أن أهالي جنين مسلّحون ويهاجمون قوات الاحتلال التي اقتحمت مدينتهم ومنازلهم.

بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية، عام 1967، عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تحطيم أبواب منازل الفلسطينيين، واندفعت إلى الداخل، وأخرجت كل طفل وشاب وعجوز قبل أن تجمعهم في ساحة عامة، وتقوم بإعدامهم، ودفنهم في مقابر جماعية دون أن يخبروا أقاربهم بما فعلوا بهم.

هل سيطبّق بينيت تعريفه على تلك الميليشيات والجنود الذين قاموا بارتكاب هذه الجرائم الوحشية؟ هناك المئات من هذه الفظائع التي لا توصف  والتي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها. وبناء على ذلك هل سيعرّف “بينيت” هؤلاء الجنود الإسرائيليين بأنهم إرهابيون؟.

أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي بدأت عام 1987، أمر وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك، إسحاق رابين، قوات الاحتلال الإسرائيلي بكسر أيدي الأطفال الفلسطينيين من أجل وقف الانتفاضة. وشهد الكثيرون المشاهد المروّعة لأطفال فلسطينيين يتم جرّهم من منازلهم وضربهم بقسوة، وكسر أيديهم على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، فهل هؤلاء الجنود إرهابيون وفقاً لـ”بينت”؟.

ثم خلال الانتفاضة الثانية، شهد العالم برمّته إطلاق النار على محمد الدرة ووالده بشكل متواصل، على الرغم من أنهما كانا غير مسلّحين، وكانا يحاولان الاختباء وحماية نفسيهما، فهل هؤلاء الجنود إرهابيون؟!.

منذ عام 2008، قامت قوات الاحتلال بالقضاء على عائلات فلسطينية من قطاع غزة. وفي شهر حزيران الماضي، أطلق جندي إسرائيلي كان يحمل بندقيته النار على الطفل الفلسطيني محمد التميمي وأصابه في رأسه، بينما كان يجلس في سيارة مع والده البالغ من العمر 40 عاماً أمام منزلهم، فهل سيعرّف بينيت ذلك القاتل بأنه إرهابي؟.

هناك العديد من الأمثلة التي لا تزال محفورة في الذاكرة الفلسطينية، والتي يُتهم فيها مراراً وتكراراً الضحايا الفلسطينيون بأنهم إرهابيون، بينما لا يُحاسب الاحتلال على أعماله الإجرامية، ولن يتوقف ذلك حتى يتم اتخاذ إجراءات ضد هذا المعتدي الهمجي، فلا يمكن للعالم أن يظل صامتاً، حيث تُزهق أرواح آلاف آخرين بشكل يومي.