صحيفة البعثمحافظات

للمرة الثالثة على التوالي.. المدارس الحكومية تقول كلمتها واللاذقية تتحدى الزلزال وتتفوق بـ 12 طالباً وطالبة

للمرة الثالثة على التوالي، تحافظ المدارس الحكومية على صدارتها في المرتبة الأولى متفوقة على المدارس الخاصة في نتائج الشهادة الثانوية العامة، بفرعيها العلمي والأدبي، حيث سجلت رقما قياسيا هذا العام بعد أن حقق 27 طالباً وطالبة من أصل 33 العلامة التامة على مستوى القطر، بالفرع العلمي، إضافة إلى 5 طلاب من الأوائل من أصل 6 طلاب بالفرع الأدبي، علماً أن 11 طالبا وطالبة من أصل 12 طالبا وطالبة العام حققوا العلامة التامة من الفرع العلمي، خلال العام الماضي.

وهذا التفوق لم يأت بالصدفة، لاسيما أنه كان استمراراً لنتائج دورة عام 2020، إذ حصل 14 طالباً وطالبة من الفرع العلمي على العلامة التامة من أصل 19 طالباً وطالبة، وكذلك الأوائل الثلاثة من الفرع الأدبي كانوا أيضاً من المدارس الحكومية.

علو  كعبها على الخاص

هذه النتائج والإحصائيات تؤكد للقاصي والداني علو كعب المدارس الحكومية على الخاص، وتدحض بشدة ما يذهب إليه بعض المختصين بأن المدارس العامة عجزت عن مجاراة “الخاصة”.

ورغم كل الظروف الراهنة والصعبة بقي التعليم الحكومي ركيزة أساسية يبني عليها التعليم الخاص تفوقه خاصة أن أغلب المدارس الخاصة ترفض تسجيل أي طالب إذا لم يكن متفوقاً بنسبة كبيرة، وهذا ما يساعدها على التغني بإمكانياتها حسب ما أوضحه مدير القياس والتقويم الدكتور رمضان درويش، الذي اعتبر أن أغلب المدارس الخاصة تعتمد على أسلوب الدعاية والإعلان أكثر من التركيز على الجودة التعليمية.

وأشار الدكتور درويش إلى أهمية المنتج التربوي بغض النظر عن تعدد أساليب الترفيه في المدارس الخاصة، خاصة أن الوزارة تعمل على اعتماد تراخيص المؤسسات التعليمية الخاصة بما يتوافق مع مخرجات تعليمية بعيداً عن المساحات والغرف الصفية والملاعب، وغيرها من الشروط المطلوبة بالتراخيص.

وأكد مختصون تربويون أن العديد من المدارس العامة استطاعت أن تثبت وجودها بكادرها التعليمي والإداري، والدليل على ذلك أن من يتفوقون في الشهادات العامة ليسوا كلهم من طلاب المدارس الخاصة، مؤيدين كلامهم بالنتائج المحققة في الأعوام الدراسية الماضية، لاسيما هذا العام الذي حققت فيه المدارس الحكومية تفوقاً ملحوظاً، إذ إن من حصل على المراتب الأولى للعام الحالي للدورة الأولى أغلبهم كانوا من مدارس المتفوقين والمدارس العامة.

المصاعب تولد المعجزات 

وما ميز التفوق هذا العام حصول 12 طالباً وطالباً من الفرع العلمي على العلامة التامة من مدرسة “الكميت للمتفوقين” في اللاذقية، هذه المحافظة التي تعرضت لكارثة الزلزال، إلا أن الظروف الصعبة التي مرت على الأهالي بالمحافظة لم تمنع أبناءهم من مواصلة الدراسة بكل إصرار وتحد ليثبتوا أن المصاعب هي من تولد المعجزات وليس الرفاه، حسب تأكيدات مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل الذي بين في اتصال مع “البعث” أن هذا التفوق جاء نتيجة متابعة بالمدرسة والمنزل، إضافة إلى نوعية الطلاب لاسيما أن الكارثة التي مرت على المحافظة زادت من تصميم الطلاب على ضرورة التفوق وتشجيعهم من الأهل والكادر التعليمي في المدرسة، مشيراً إلى مديرية التربية توسعت بمدارس المتفوقين، إذ أصبحت خمس مدارس بعد أن كانت ثلاث مدراس من مبدأ زيادة الاهتمام بالتعليم الحكومي والمحافظة على قيمة المدارس الحكومية.

ضجة كبيرة! 

ومع هذه النتائج المتكررة يستغرب متابعون للشأن التربوي تلك الضجة الكبيرة للمدارس الخاصة، لاسيما إذا ما علمنا أن الأكثر حاجة للدروس الخصوصية هم طلاب الخاص، حسب رأي بعض المدرّسين الذين اعتبروا أن هناك مدارس خاصة اعتمدت على القشور ونسيت المضمون، فعندما تدخل أية مدرسة خاصة تشاهد الألوان الزاهية واللوحات الفنية و”أحبال” الزينة، إضافة إلى ملاعب معشبة وصالات، كل هذا على حساب جودة التعليم.

استهجان! 

الخبير التربوي جابر معمرجي يستهجن التغيير الحاصل بالانتقال إلى المدارس الخاصة التي لم تعد تقبل تسجيل إلا المتفوقين من الطلاب حصراً، في حين كان العرف في السابق أن من يفشل في التعليم الحكومي يبحث عن مدرسة خاصة لكي يكمل تعليمه، مؤكداً كفاءة المدرّسين في المدارس الحكومية، والجهود الكبيرة المقدمة في سبيل إنجاح العملية التعليمية رغم كل الظروف الصعبة، والاكتظاظ الكبير في المدارس العامة.

علي حسون