ثقافةصحيفة البعث

المخرج وليد الدبس ينشد الحب والسلام على خشبة مسرح الحمراء

يستعد الفنان وليد الدبس كاتباً ومخرجاً لتقديم مسرحية الأطفال “ضوء قمر ونجمة” اعتباراً من ٢٨ الشهر الجاري على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، ويكتفي الدبس في هذا العمل أن يكون مؤلفاً ومخرجاً وهو الممثل الذي عرفته مسرحيات الأطفال لقناعته أن المخرج يجب أن يكون مراقباً دقيقاً لكل ما يجري على الخشبة، مبيناً في حواره مع “البعث” أن مسرحيته أنشودة للحب والسلام والحياة لأن طفل اليوم الذي عاش الحرب يحتاج منّا لأن نضعه في شكل آخر للحياة فيه سلام وأمان، مشيراً إلى وجود جانب كوميدي في العمل من خلال وضع الشخصيات الشريرة في مطبات كثيرة لرغبة الطفل في أن يرى هذه الشخصيات تقع في مأزق، مع تأكيده على أن تقبّل الطفل للشخصيات في المسرح مرتبط بالنص المكتوب والأسلوب الذي يقدّم فيه، مع ضرورة أن تكون هذه الشخصيات جذابة وتأسر الطفل بالمنطق الحقيقي لما يُطرح.

تجربة طويلة

ومن خلال تجربة وليد الدبس الطويلة في مسرح الطفل والتي امتدت لنحو 30 سنة رأى أن ممثل هذا المسرح يجب أن يتمتع بالذكاء المهني وأن يكون خياله حاضراً دائماً، مع تمتعه باللياقة البدنية والجسدية لأن شخصيات الأطفال تتمتع بالحيوية في كل مكنوناتها الدرامية، وبالتالي فإن الطاقة يجب أن تكون حاضرة عند الممثل الذي يجب أن يمتلك أدواته بشكل دقيق وأن يكون لديه القدرة على إظهارها وإقناع الطفل بها لأنه ليس من السهولة الوصول إلى الطفل الذي حين لا يعجبه العمل يرفض متابعته، منوهاً الدبس إلى أنه طرأ الكثير على مسرح الطفل في السنوات الماضية لأن لكل زمن أطفاله، فأطفال اليوم ليسوا كأطفال الأمس، والأهم برأيه هو كيف ينقل الكاتب نصه ليتواصل فيه مع جمهور المسرح، وهذا يتطلب احتكاكاً دائماً مع الطفل لمعرفة تفكيره واحتياجاته ورغباته، خاصة وأن طفل اليوم الذي يشاهد الكثير ليس من السهولة سحبه إلى المسرح، داعياً الدبس إلى التواصل الدائم مع الطفل والوقوف على ماذا يستهويه لنمرر من خلال ذلك ما نريده له.

ممثل وكاتب

سبق وأن شارك وليد الدبس ممثلاً في مسرحية الأطفال “نرجس” تأليف فاتن ديركي، إخراج عبد السلام بدوي وهي من العروض التي قدمت مؤخراً على خشبة مسرح القباني والتي تناولت موضوع الخير والشر والصراع الأزلي بينهما من خلال تجسيده لشخصية الساحر التي حاول تقديمها بقالب خاص ومختلف عمّا قُدّم سابقاً، موضحاً الدبس كممثل أنه في الأعمال التي يكون فيها ممثلاً يتعامل مع المخرجين كممثل فقط، مؤكداً ككاتب لمعظم العروض التي أخرجها أن نصوصاً كثيرة تُعرض عليه لكنه لا يجد فيها مبتغاه، لذلك يعتمد على النصوص التي يكتبها وتلبي حاجاته ككاتب ومخرج.

وعن سبب رفضه الاعتماد على نصوص بحاجة إلى التعديل والتغيير فلرغبته أن يكون النص الذي يكتبه مطواعاً لأسلوبه الإخراجيّ، حيث أن كل نص من النصوص المكتوبة من قبل غيره يُكتَب ليُخرَج بأسلوب معيّن، وهذا لا يتناسب في أغلب الأحيان مع أسلوبه الإخراجي الخاص به، في حين عندما يكتب هو النص يراه في الوقت ذاته كصورة على خشبة المسرح، ويراه أثناء الكتابة كعرض يُقدَّم على المسرح على جميع الصعد (الصورة-اللون-الحركة) مؤكداً أن ثقافة الكاتب تلعب دوراً كبيراً في إنجاز نص مسرحي متميز، موضحاً أنه يحترم كل الكتابات النقدية التي تُكتَب عن أعماله ويحرص على متابعتها، متمنياً من النقاد أن يكتبوا وينقدوا بشكل موضوعي لأن الحالة النقدية مهمة في مسرح الطفل للوصول إلى عرض بصيغة فنية جيدة، خاصة وأن مسرح الطفل في سورية برأيه متطور ويمتلك كل العناصر الفنية المؤهلة والمتميزة من مخرجين وممثلين وموسيقيين، مع إشارته إلى أن لديه مشاريع عديدة لمسرح الكبار إلا أن اهتمامه بمسرح الطفل وإيمانه بأن الأطفال بحاجة إلى هذا المسرح هو الذي يحول دون تنفيذها حالياً.

يُذكر أن مسرحية “ضوء قمر ونجمة” من تمثيل: آيات الأطرش، وعبير بيطار، وفراس الفقير، وزيد الظريف، وسليمان قطان، ولميس عباس، وعبد السلام بدوي، واسماعيل هابيل، ويارا مريم، وغسان الدبس، وأحمد حجازي، ومخرج مساعد رباب كنعان، ومساعد مخرج عمر فياض.

أفضل تأليف

في رصيد وليد الدبس مخرجاً ومؤلفاً وممثلاً عدد كبير من الأعمال المسرحية في مسرح الطفل، كما نال جائزة أفضل نص مسرحي في مهرجان عمّان الثامن عن نصه “الريشة البيضاء” الذي قُدم عام 2010 ويجسد الصراع بين الخير والشر، والقبح والجمال، والصدق والكذب، والحقيقة والوهم، بين الإنسان والإنسان.. ومن أعماله كمخرج أيضاً مسرحية “زهرة الياسمين”التي قدمها عام 2015 وتحكي عن مدينة دمشق وما تعرضت له من عدوان وكيف أن زهرة الياسمين التي ترمز لدمشق رغم كل ما يعصف بها ستعود للتفتح كما كانت في السابق لأن دمشق لا يمكن أن تكون إلا مدينة الحب والتآلف والتاريخ والحضارة.

 

أمينة عباس