صحيفة البعثمحليات

الإدارة المحلية تستمر في تعزيز قدرة المجتمعات المحلية في الغوطة الشرقية

دمشق- ميادة حسن

تستتمر وزارة الادارة المحلية في  تعزيز قدرة المجتمعات المحلية في الغوطة الشرقية على مواجهة تغيّر المناخ وتحديات نقص المياه من خلال الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية وتدخلات التكيّف الفورية، والتي استهدفت بلديات المليحة وزبدين ودير العصافير ومرج السلطان، وذلك للاستجابة بشكل أفضل لآثار تغيّر المناخ ونقاط الضعف، وخاصة المتعلقة بالمياه في الغوطة الشرقية.

مدير البيئة بريف دمشق مثنى غانم كشف لـ”البعث” أن ذلك يتمّ عن طريق استخدام المياه بكفاءة أعلى، مع مراعاة التوازن بين العرض والطلب على المياه في الغوطة الشرقية، بما في ذلك استخدام المياه للأغراض الزراعية والحضرية، ويركز المشروع على الاستجابة لتحديات المياه المتعلقة بتغيّر المناخ، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الأمطار وزيادة الجفاف، ويتكوّن المشروع من الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية للتأقلم مع التغيّر المناخي وتحديات المياه المرتبطة بالأزمة، وإنشاء أنظمة إمداد مائية للأغراض الحضرية والزراعية تكون فعّالة ومستدامة ومقاومة للتغيّر المناخي، بالإضافة إلى إنشاء أنظمة ري وممارسات زراعية فعالة ومستدامة ومقاومة للتغير المناخي وضمان الدخل. ويضيف غانم عن مخرجات المشروع قائلاً: هي تعزيز وبناء القدرات ودراسة هيدرولوجية مفصلة، والتوقعات المستقبلية للمنطقة، بالإضافة إلى تحليل الثغرات والتوصيات لإدارة المياه والأراضي وإستراتيجية الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية، أيضاً المراقبة والتقييم والاعتماد الرسمي للإستراتيجية.

مكونات المشروع

أقيمت أكثر من ورشة عمل تأسيسية وفنية للتشاور مع المجتمع المحلي، وتمّ تشكيل فرق عمل لجمع المعلومات المتعلقة بتقييم الأضرار لشبكات الصرف الصحي والقنوات المائية وغرف الصرف الصحي، كما تمّ إحصاء الآبار المرخصة وغير المرخصة في البلديات الأربع، وأقيمت ورشات عمل خاصة ببناء القدرات والتقييم الفني الميداني وستصمّم لاحقاً برامج تدريبية خاصة بالمشروع، كل ذلك يعتبر الكون الأول للعمل، يتابع غانم: في المكون الثاني تم إجراء المسوحات الحقلية وإعداد الدراسات الفنية ودفاتر الشروط الفنية التفصيلية لتنفيذ نشاطات المشروع، كما تمّ تأهيل شبكات الصرف الصحي لتحويل مياه الصرف الصحي نحو محطة المعالجة في بلدة زبدين التي سيتمّ تركيبها لاحقاً، ويتمّ حالياً تأهيل قنوات الري لتحويل المياه المعالجة لاستخدامها لأغراض الري.

ممارسات زراعية

في المكون الثالث كان الهدف حماية الموارد المائية ومنع تلوثها والحدّ من الطلب على المياه، ورفع كفاءة استخدام المياه باستخدام طرق ري عالية الكفاءة (الري بالتنقيط)، وتكييف الممارسات الزراعية لتحسين الإنتاجية من خلال الزراعة الذكية مناخياً للثروة الحيوانية وتحديد المتطلبات، بالإضافة لتعزيز قدرات الفنيين والمزارعين والكوادر المحلية في مجال الإرشاد والمياه لمكافحة تغيّر المناخ من أجل نظام زراعي مستدام، وإعادة تأهيل مشتل خرابو وتقديم الأدوات الزراعية وأمهات الأشجار (قيد التأهيل)، وتحديد أفضل الدورات الزراعية والزراعة البيئية الكفوءة الخاصة بالمنطقة وتأهيل 6 آبار (أنجزت الدراسات الفنية لها والآن قيد الإنجاز).

حصار اقتصادي

أهّلت وحدات التسوية الأراضي المستهدفة /200 هكتار/ وحالياً تتمّ الدراسات لاختيار الأراضي، كما سيتمّ تركيب محطات رصد للمياه الجوفية والسطحية المشتراة بمعظمها والتي أعلن عن مواصفاتها الفنية للمرة الثالثة. ويرى مدير عام بيئة ريف دمشق أن هناك صعوبة في توريدها بسبب العقوبات المفروضة على سورية، وفي العام 2024 سيكون قد اكتمل استلام التجهيزات وتدريب الفنيين على تشغيلها، وتمّت عملية اختيار الآبار الستة وأعدّت الدراسة الفنية ويتم حالياً التعاقد على التجهيزات، وسيتمّ تشكيل جمعيات مستخدمي المياه للإشراف على هذه الآبار واستثمارها. وفي مجال بناء القدرات هناك برنامج تدريبي للمزارعين يتمّ حالياً، كما ستكون هناك دورات لجمعيات مستخدمي المياه والفنيين وتدريب المدربين، وسيتمّ دعم إمكانيات الخدمات الإرشادية وتعزيز قدراتها الفنية وتوفير بذور المحاصيل المناسبة للدورات الزراعية والزراعة البيئية (تمّ تدريب المزارعين واختيار واعتماد المدربين وتوزيع الحزمة الأولى من البذور، كما تتمّ الآن عملية شراء وتوزيع البذور الشتوية)، أما بالنسبة لتعزيز سبل المعيشة المستدامة فهي تتمّ من خلال إدارة مخلفات المحاصيل ودعم المرأة الريفية (توفير الأدوات/ المهارات اللازمة لصنع أعلاف الحيوانات كالسيلاج وصناعة السماد العضوي من المخلفات الزراعية وتمكين المرأة الريفية بمبادرة الزراعة الخضراء، أي ريادة الأعمال الخضراء).

وأشار غانم إلى أنه تمّ تحديد الاحتياجات والمتطلبات، حيث اختيرت 200 امرأة، وأعدّت المواصفات الفنية للمعدات اللازمة لتصنيع السماد وسيتمّ في هذا الشهر تدريب المدرّبين والنساء على التسميد وصنع السيلاج، وسيتمّ تدريب 50 مرشحاً للشركات الصغيرة والمتوسطة الزراعية بمتابعة من لجنتين فنية وتوجيهية.