مجلة البعث الأسبوعية

الباريسي يضغط ومبابي لا يبالي.. أزمة نجم باريس سان جيرمان تصل المنعطف الخطير والحل إسباني

البعث الأسبوعية- سامر الخيّر

تستمرّ أزمة اللاعب الفرنسي كيليان مبابي بتصدر عناوين الصحف العالمية، حيث يستجدّ كلّ يوم حدث يزيد من التكهنات والتساؤلات حول مستقبل اللاعب مع ناديه باريس سان جيرمان وعن الوجهة المحتملة للاعب في حال بيع هذا الصيف، فععقده ينتهي الصيف المقبل وعندها يستطيع الانتقال بشكل حر ومجاني وهو ما لا يريده ناديه فهذا من شأنه أن يكبده خسائر كثيرة، خاصة أن مبابي  رفض في وقت سابق تجديد عقده مع فريقه، وكان النادي الفرنسي يأمل البتّ نهائياً في معضلة مبابي قبل التوجه لليابان لبدء الجولة التحضيرية للموسم الجديد، الجولة التي يعوّل عليها كثيراً في زيادة شعبيته وبالتالي إيراداته.

وما زياد الطين بلة استبعاد إدراة النادي للاعب من جولة اليابان وكوريا الجنوبية، وبمجرد إعلان ذلك رسمياً، أزال باريس سان جيرمان صورة النجم الفرنسي من الملصق الترويجي للجولة، ووضع صورة المدافع لوكاس هيرنانديز مكانه، وفي تصرف غير مسبوق نشر الموقع الرسمي لباريس سان جيرمان صورة معدلة أبقي فيها على ماركينيوس وماركو فيراتي ونيمار والكوري الجنوبي لي كانغ إن.

من جهتها تستعد رابطة اللاعبين المحترفين الفرنسية لدعم اللاعب ضد قرار استبعاده، تحت المادة 507 من ميثاق اللاعبين المحترفين، والتي تنص على أن كل نادٍ ملزم بأن يوفر للاعبه مستوى تدريبياً ليكون جاهزاً بدنياً، أو الحفاظ عليه ليكون لائقاً للمشاركة في المباريات، لكن في الوقت نفسه تتيح المادة استبعاد اللاعبين من التدريبات خلال الفترة من 1 تموز إلى 31 آب لإتمام إجراءات انتقالهم إلى نادٍ آخر، لكن يجب دمجهم مرة أخرى في التدريبات بعد انتهاء هذه المهلة.

ووسط كل هذا التوتر بين مبابي وباريس سان جيرمان يراقب ريال مدريد الوضع من بعيد بهدوء شديد، ويرفض تماماً التدخل في القضية أو حتى الاستفسار عن سعر اللاعب، فهو ينتظر ما ستسفر عنه المحادثات بين الطرفين، ففكرة ريال مدريد هي التعاقد مع مبابي بصفقة مجانية في صيف 2024، لكن النادي لا يغلق الباب في وجه وصول اللاعب هذا الصيف إن كانت تكلفة الصفقة منطقية، ولم يبالغ باريس واللاعب بمطالبهما المالية.

وتأمل إدارة باريس سان جيرمان انتهاء أزمة مبابي هذا الصيف بانتقاله إلى الريال، حيث يتمنى أن تكون رغبة الملكي حقيقية في التعاقد مع نجم عالمي ليكون هدية الجمهور في افتتاح ملعب البيرنابيو يوم 14 أيلول المقبل وبالتالي سيقوم الريال بالتفاوض في النهاية للتعاقد مع مبابي ليكون هو النجم الذي سيضيء ليالي ملعب الريال الجديد.

ورغم كل ما يشاع عن مؤامرة بين فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد ومبابي، أكدت مصادر مقربة من إدارة النادي الإسباني أن ريال لم يقم بأي اتفاق مع مبابي ولم يدخل في مفاوضات معه، انتظاراً لدخوله في آخر 6 أشهر من عقده عندما تصبح الأمور شرعية ومصرح بها، مشيرةً إلى أن بيريز يرفض إقحام ناديه في الأزمة الحالية والصراع الدائر بين مبابي وباريس، حيث يعتقد بيريز أن هذه ليست حربهم الآن على الأقل في الوقت الحالي، وفي الوقت ذاته قد ينتهي الحال بمبابي في ريال مدريد لكن من الضروري الانتظار لتحقيق هذا الغرض.

ويسعى باريس سان جيرمان لتجنب دفع 80 مليون دولار مكافأة ولاء للاعب والتي اتفق عليها أثناء تجديد عقده العام الماضي، فلا يرى الباريسيون أي جدوى من دفع 80 مليوناً مكافأة للاعب سيغادر في غضون بضعة أشهر دون أي مقابل، والغريب أن اللاعب في الأسبوع الأول لفترة الإعداد تحت قيادة المدير الفني الجديد الإسباني لويس إنريكي، لم يبد أي إشارات على الانزعاج بل وتدرب بشكل طبيعي، حتى أنه أتيحت له فرصة اللعب للمرة الأولى مع شقيقه إيثان البالغ من العمر 16 عاماً، وفي المباراة الافتتاحية لفترة الإعداد أمام لوهافر شارك مبابي في آخر 25 دقيقة من عمر المباراة، وكانت هذه الدقائق كافية ليسجل الهدف الثاني لفريقه، وبالنسبة للكثيرين، هذا آخر هدف له بالقميص الباريسي.

وما يؤكد نيّة الباريسيين التخلّي عن نجمهم الأول هو تحركات قسم التعاقدات حيث بدأ بعدّة خطوات تقرأ على أنها خطة تعويض لمبابي، فتم تفعيل خيار إعادة شراء تشافي سيمونز من أيندهوفن مقابل 6 ملايين يورو، ويرى النادي أن النجم الهولندي يملك المقومات لسد الفراغ الذي سيتركه النجم الفرنسي إذا رحل هذا الصيف إضافةً إلى دوشان فلاهوفيتش مهاجم يوفنتوس، وهناك تسريب مفاده أن باريس سان جيرمان قدم عرضاً جديداً للاعب من أجل إقناعه بالرحيل هذا الموسم، ليوفروا راتبه الضخم الذي يقارب 75 مليون يورو ولايخسروا برحيله مجاناً، وفحوى العرض أن يحصل على نصف مكافأة الولاء المقدرة بـ 40 مليون يورو مع الرحيل إلى ريال مدريد والاستغناء عن راتب الموسم المقبل ونصف مكافأة الولاء ، ووقتها سيحقق حلمه ولن يتضرر باريس مالياً حيث سيحصل على مقابل مادي من الريال لإتمام الصفقة، ويجب على الفريق الباريسي بيع بعض اللاعبين في الفريق خلال الصيف من أجل تجنب الخسائر والتي قد تصل إلى 175 مليون يورو.