شهيد في نابلس.. ودعوات لإحباط مخططات اقتحام المستوطنين للقدس والأقصى
الأرض المحتلة – تقارير
وسّعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث استشهد شاب فلسطيني، وأُصيبت سيّدة، كما اعتُقل مسعفٌ، خلال اقتحامها مخيم العين غرب نابلس، كما اعتُقل 39 فلسطينياً في اعتداءات متفرّقة للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك في وقت ندّدت فيه وزارة خارجية السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة بدعوات المستوطنين لتنفيذ اقتحاماتٍ واسعة للبلدة القديمة في القدس المحتلة مساء الأربعاء، وللمسجد الأقصى يوم الخميس، كما تواصلت الدعوات المقدسية للنفير وإعلان الغضب، لإحباط مخططات المستوطنين واقتحاماتهم.
وفي التفاصيل، استُشهد فلسطيني خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم العين غرب مدينة نابلس.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وأغلقت مداخله وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى استشهاد الشاب محمد ندى، 23 عاماً، برصاصة في الصدر، وإصابة سيدة نتيجة صدم آلية عسكرية للاحتلال سيارتها بشكل متعمّد، كما قامت قوات الاحتلال باعتقال شاب ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المخيم لإنقاذ المصابين.
وباستشهاد محمد ندى يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الضفة وقطاع غزة المحاصر، منذ مطلع العام الجاري إلى 206.
وردّاً على جريمة الاحتلال، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن “هذه الجريمة النكراء تعكس رغبة العدو وحكومته الفاشية في استمرار جرائمه الإرهابية بحق أبناء شعبنا”.
بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم: إنّ “العدو الصهيوني يرتكب جريمة جديدة بقتله الشهيد ندى، ضمن حربه المسعورة التي تستهدف الوجود الفلسطيني، وفي تزامن مع تصعيد حربه الدينية على المسجد الأقصى المبارك”.
من جانبها، أكّدت لجان المقاومة في فلسطين أن دماء الشهداء الأبطال ستزيد من شعلة المقاومة الملتهبة على العدو وقطعان مستوطنيه.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال عدّة أحياء في الخليل وجنين وبلدات اليامون ويعبد وبرقين في جنوبها الغربي، وطمون في طوباس وحزما وقطنة في القدس، وصيدا في طولكرم، وقراوة بني حسان في سلفيت، وبيت فجار وحوسان في بيت لحم، واعتقلت تسعة وثلاثين فلسطينياً.
كذلك اقتحمت أراضي زراعية في منطقة الهجرة جنوب مدينة الخليل بعدد من الجرافات، وقامت بتجريف 5 دونمات من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الصيفية، كما ردمت آبار مياه.
وفي سياق الردّ على دعوات المستوطنين إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للبلدة القديمة في القدس مساء الأربعاء، وللمسجد الأقصى يوم الخميس، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ مخططات الاحتلال ومستوطنيه تُنذر بخطرٍ كبير، محمّلةً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياته.
ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى وحمايته من محاولات التدنيس والتهويد، مُطالبةً شعوب الأمّة الإسلامية بأخذ دورها الحقيقي تجاه استهداف الأقصى.
من ناحيته، صرّح المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك، بأنّ الحرب على الأقصى تستعر، مشيراً إلى أنّ الدعوات لاقتحامه تستدعي من كل الفلسطينيين الاستعداد، وحمايته والتصدّي للطقوس الغريبة.
وفي السياق ذاته، تواصلت الدعوات المقدسية للنفير وإعلان الغضب، الهادفة إلى إحباط مخططات المستوطنين واقتحاماتهم، حيث دعا الحراك الشعبي في مدينة القدس المحتلة، إلى إعلان الأربعاء يوم غضبٍ في كل أنحاء المدينة المقدسة.
من جانبها، ندّدت خارجية السلطة بمخططات المستوطنين، مشيرةً إلى أنها تندرج في إطار محاولات الاحتلال تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وتهويد الأقصى لتحقيق أطماعه التوسعية العنصرية.
من جهةٍ ثانية، يواصل الأسير الفلسطيني إسماعيل حلبية إضرابه عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: إن حلبية المعتقل منذ تموز 2022 يواصل إضرابه لليوم التاسع.
يُشار إلى أن حلبية، 34 عاماً، تعرّض للاعتقال خمس مرات، وأمضى نحو ثماني سنوات في معتقلات الاحتلال.
ويواصل الأسرى الفلسطينيون خوض معركة الأمعاء الخاوية رغم المخاطر الكبيرة التي تهدّد حياتهم، حيث تمثل سلاحهم الوحيد بمواجهة السجان الإسرائيلي لانتزاع حقوقهم، وخاض آلاف الأسرى منذ عام 1968 عشرات الإضرابات الجماعية والفردية انتهى معظمها برضوخ الاحتلال لمطالبهم، كما استُشهد خلالها عدد منهم كان آخرهم الشهيد خضر عدنان الذي استشهد في الثاني من أيار الماضي في معتقل الرملة في اليوم الـ87 لإضرابه عن الطعام.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين: إنّ إدارة سجون الاحتلال تنفّذ عقوباتٍ مضاعفة بحق أسرى نفق الحرية الستة الذين تمكّنوا من تحرير أنفسهم من نفق معتقل “جلبوع”، خلال شهر أيلول عام 2021، حيث لا يزالون حتى اللحظة محتجزين بزنازين عزل تفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة، فضلاً عن سلسلة من الإجراءات التنكيلية التي ينفّذها الاحتلال بحقهم، كعمليات نقلهم من عزل إلى آخر بهدف إرهابهم واستهدافهم جسدياً ونفسياً، كما صنّفهم الاحتلال كأسرى “شديدي الخطورة”.
سياسياً، طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح بتشكيل لجنة تحقيق دولية في عمليات الاغتيال والجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يومياً بحق الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له أمام استمرار الانتهاكات المتواصلة للاحتلال، محذّراً من خطورة استمرار تلك الجرائم.
من جهتها، أكّدت خارجية السلطة الفلسطينية أن صمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال وإجراءاته الأحادية الجانب غير القانونية، بات تواطؤاً مفضوحاً وتعايشاً بائساً مع وجود الاحتلال واستمراره، كما أدانت الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال وأدّت إلى استشهاد الشاب ندى، كما طالبت المجتمع الدولي ومؤسساته، وفي مقدّمتها المحكمة الجنائية الدولية بالخروج عن صمتها وتحمّل مسؤولياتها.
كذلك، طالبت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لأبشع الجرائم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
وأكّد رئيس اللجنة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري في بيان أن واجب الدفاع عن المقدسات المسيحية والإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك يتطلّب من الجميع حشد الطاقات وتسخير كل الإمكانيات الكفيلة بالتصدي للمخططات الإسرائيلية التهويدية.
وناشد خوري جميع كنائس العالم والمؤسسات الدولية والمدافعين عن العدل وحقوق الإنسان للتحرّك الفوري، واتخاذ مواقف صارمة تجاه ممارسات الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.