نبض رياضي.. فرصة تقييم المكتب التنفيذي
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
مرت مشاركة رياضتنا في الدورة الرياضية العربية الخامسة عشرة التي أقيمت في الجزائر بصورة سلسة وبحصيلة تجاوزت الخمسين ميدالية، رقمياً يمكن القول بأن بعثتنا للدورة كانت في وضعية جيدة ونافست على المراكز الأولى في المسابقات التي شاركت فيها ولم تكن ضيفة شرف، وهذا الامر نظرياً مشجع لقادم الأيام ويعطي مؤشرات على تحسن طفيف لبعض الألعاب التي كانت تعاني قلة الاهتمام قبل تحديد موعد الدورة والتفات المكتب التنفيذي لتأمين احتياجاتها.
لكن من الناحية العملية لم تكن الدورة ذات مستوى قوي بل شاركت معظم الدول بفرقها الثانية والثالثة حتى أن مصر شاركت رمزياً وبرياضتي ألعاب القوى ورفع الأثقال للإناث وحلت في المركز السابع في الترتيب العام!
بنظرة سريعة على الألعاب التي شاركت نجد أن بعضها كان في الموعد وحقق المطلوب منه فيما بعضها الأخر كان حضوره شكلياً ولم يستطع بلوغ منصات التتويج فيما أثارت مشاركة البعض عديد إشارات الاستفهام والتعجب.
وعلى اعتبار أن الاتحاد الرياضي لم يكشف عن قوام بعثة رياضتنا قبل السفر ولا عن أسماء اللاعبين وتركها للصدفة البحتة وللموقع الرسمي للدورة، فإن ألعاب القوى على سبيل المثال كان من المفترض أن تشارك بلاعب هو مجد الدين غزال وغفران محمد، لكن الذي حصل أن الغزال سافر مع البعثة لكن ليس للمشاركة في مسابقة الوثب العالي بل ليحمل العلم في حفل الافتتاح، بينما حقق محمد المركزين الخامس والسادس في مسابقتي 100 متر حواجز و400 متر حواجز أيضاً.
رياضة الكاراتيه هي الأخرى كان حضورها رمزياً بلاعب واحد هو وسام أبو محمود الذي نافس ضمن مجموعة قوية لوزن تحت 75 كغ مع لاعبين من المغرب والجزائر والأردن، لكنه لم يستطع التأهل لنصف النهائي وهذا أمر طبيعي في ضوء نقص فرص الاحتكاك لهذه اللعبة على مدى السنوات الماضية.
المصارعة أيضاً بصمت بقوة وحققت ثماني ميداليات منها ذهبيتين لتؤكد أنها على طريق العودة لمكانها الطبيعي كرياضة استراتيجية، وعلى العكس من ذلك خيبت الريشة الطائرة الآمال فاكتفت ببرونزيتين رغم أن سقف التصريحات كان كبيراً والاشادات كثيرة بالمعسكرات التي خاضها المنتخب.
تقييم المشاركة في الدورة من المفترض أن يكون موضوعياً بعيداً عن المبالغة غير المفهومة بالحصيلة، والمفترض أن تكون جردة الحساب ليست لاتحادات الألعاب المقصرة فقط بل لعمل المكتب التنفيذي ككل، خصوصاً أن كل الألعاب باستثناء القدم والسلة عاشت حالة تقشف مالية وبالتالي تقليص فرص المشاركات الخارجية لتأتي بعدها المطالبات بنتائج وتتويجات في معادلة غير متكافئة الأطراف.