الأندية في حيرة.. واتحاد الكرة يصدر روزنامة عرجاء!
ناصر النجار
ما زالت أخبارُ العديد من الأندية ضبابية ولم تستقر أحوالها، لذلك من الطبيعي أن الأخبار عن تعاقداتها واستعدادها للموسم الكروي القادم غائبة ومقطوعة، وبسبب غياب الإدارات عن هذه الأندية فإن اللاعبين بدؤوا بالتوجّه إلى أندية أخرى بحثاً عن الرزق وعن مقعد في دوري الدرجة الممتازة، ومن هذه الأندية تشرين والوثبة والطليعة، وقد يكون أهلي حلب يعاني المشكلة ذاتها، مع الإشارة إلى أن ناديي الكرامة والحرية أبصرت إدارتهما النور منذ يومين، ولم يبدأ عملهما الفعلي بعد.
أمام هذا الواقع فإن اتحاد الكرة أخطأ بتحديد موعد الدوري في 25 من الشهر القادم بسبب عدم جاهزية نصف فرق الدوري للأسباب التي ذكرناها، والسبب الثاني، وهو مهمّ أيضاً، أن المنتخب الأولمبي الذي جلّ لاعبيه من أندية الدرجة الممتازة سيكون مشغولاً بمعسكره الخارجي وبالتصفيات الآسيوية التي ستُقام بعد أسبوع من تاريخ انطلاق الدوري، فهل ستلعب فرق الدوري دون لاعبي الأولمبي، أم إنها ستضطر لتأجيل انطلاق الدوري وتحدّد موعداً جديداً؟ ومن ناحية أخرى فإن اتحاد الكرة يطلب من الأندية تعزيز مواقع اللاعبين بسنّ الأولمبي في صفوفها وتجديد دماء الفرق باللاعبين الواعدين من هذه الفئة لاكتساب الخبرة وصقل الموهبة، فكيف له أن يناقض قراره ويبدأ الدوري بغيابهم أو بحضورهم بوقت عصيب قبل افتتاح التصفيات الآسيوية بأيام؟!.
السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت الأندية في كلّ دول العالم لا ترسل لاعبيها إلى المنتخبات الوطنية إلا بأيام الفيفا، فلماذا نحن نحرم أنديتنا من لاعبيها؟ وهذا الأمر إن تمّ فسيحرم بعض الأندية من لاعبيها، وبالتالي سيعطي اتحاد الكرة الأفضلية للأندية التي لا تملك لاعبين مع المنتخب الأولمبي ولا تعتمد عليهم في الدوري.
أيضاً إذا افترضنا أن اتحاد الكرة سيمرّر الأسبوع الأول من الدوري بموعده في 25 آب ثم سيوقف الدوري عشرين يوماً حتى تنتهي التصفيات الآسيوية فهذا الأمر غير مقبول، وسنعيش دوامة الموسم الماضي الذي فشلت فيه روزنامة المسابقات فشلاً ذريعاً.
ليس الإنجاز أن تضع برنامج المسابقات، فهذا عمل روتيني قادر عليه أي شخص رياضي أو غير رياضي، الإنجاز أن تنفذ الروزنامة بمواعيدها وأن تكون مراعية لمصلحة الأندية أولاً ومتوافقة مع النشاط الخارجي للأندية والمنتخبات، فليس عيباً أن نطبق تجارب الآخرين، لكن العيب أن نبقى نسبح بالجهل ونحن ندّعي الفهم!!.