السماء بين معبدين
غالية خوجة
تبدو أكثر لمعاناً وهي تصغي بزرقتها إلى المستضعفين في الأرض، فتفتح لونها الأبيض بهيئة أجنحة لتستقبل دعواتهم، وتخفف همومهم، وأحزانهم، وتمنحهم الطمأنينة بلمحة قلب واثق بأن الله يجيب الدعوات.
يشكون لها متاعبهم، ويحدقون في فضائها الرحب، ويوشوشونها: ليست الأعباء اليومية هي التي تثقل كاهلنا وحدها، وليس هذا الكيس الذي يحمله هذا الإنسان ليستريح بين معبدين في أحد شوارع حلب المعتادة على تكاتف الهلال والصليب معاً بالمحبة والسلام والتضامن، بل ما يثقلنا في حياتنا ومماتنا أن يفقد العالم إنسانيته، ويصبح الباطل بوصلة تهلك من يتبعها، لذا، نحن حزينون على هذا العالم الذي رمى بأيديه إلى التهلكة، وندعو الله له بالهداية، لأننا الشعب الطيب الذي صبر وانتصر بالحق، والحق يبدو أكثر لمعاناً وهو يخفف عنّا كل هذا الدمار، ويبارك تربتنا وسماءنا التي تبدو أقرب إلى قلوبنا البيضاء.