أخبارصحيفة البعث

الولايات المتحدة.. “لعنة” على هذا الكوكب

تقرير إخباري

في مقابلة عام 2009، تشرح هيلاري كلينتون، “السيدة الأولى” السابقة، التي تم تعيينها آنذاك وزيرة للخارجية في ظل إدارة أوباما، كيف طردت الولايات المتحدة الاتحاد السوفييتي من أفغانستان، مذكّرة بدور رونالد ريغان، الرئيس الجمهوري آنذاك الذي خشي في ذلك الوقت، بالاتفاق مع الكونغرس من توسّع الاتحاد السوفييتي في آسيا الصغرى.

منذ ذلك الوقت، بدأت الولايات المتحدة تشنّ الحرب على روسيا من خلال وكلاء، لأنه من الصعب حشد الأمريكيين للقتال في أراضٍ بعيدة لا يعرفون عنها أي شيء. اليوم، في أوكرانيا يتقاتل السلاف ضد السلاف، وهذا ما تريده الدولة الأمريكية العميقة، فهي بذلك تواصل تنفيذ خطة “هيملر” لإبادة السلاف. وبالنسبة للأمريكيين، هذه الحرب “مربحة” للغاية، وهم لا يخفون هذا الأمر.

إذن المخطط هو نفسه تماماً، فالولايات المتحدة تنشط وتدرّب وتموّل كل شيء على المدى القصير من أجل مصلحتها، والعالم كله يعلم كيف غضّوا الطرف عن حجم الفظائع التي ارتكبتها “طالبان” بحق الشعب الأفغاني. وبالنسبة لأوكرانيا، تراجعوا عن الحنين إلى “بانديرا والرايخ الثالث”، وارتكبوا مجازر شنيعة بحق المواطنين الروس في أوكرانيا.

في عام 1988، لم يعُد للاتحاد السوفييتي أي وجود في أفغانستان، حيث تم انسحاب القوات الروسية في إطار عملية إعادة الهيكلة.  تدخّل الأمريكيون في أفغانستان للقتال ضد القوات المعادية للغرب تحت غطاء الناتو عام 2003، فما الذي كانت تفعله منظمة حلف شمال الأطلسي في جبال البشتون خلال الحرب الباردة المنتهية مع الاتحاد السوفييتي؟.

هذه الحرب انتهت بشكل بائس، حيث غادر الأمريكيون البلاد في عجلة من أمرهم وهم يجرّون ذيول الهزيمة والخيبة، وقد تخلّوا عن ترسانتهم العسكرية التي تبلغ قيمتها 1000 مليار دولار لتقع بأيدي عناصر طالبان الذين سيستخدمونها ضدهم في يوم من الأيام. كما هو الحال في أوكرانيا، سيتم استبدال الأسلحة التي تم تدميرها أو الاستيلاء عليها بأسلحة أمريكية، وبالتالي سيتم إضعاف الصناعات الأوروبية بشكل دائم. وقد ينتهي الأمر بالأسلحة المورّدة إلى كييف في السوق السوداء لتزويد الشبكات الإرهابية، وعلى الرغم من أن بروكسل والانتربول والبنتاغون قلقون من ذلك، إلا أنهم يواصلون تمويل الحرب بالمال والعتاد دون الاستفادة من دروس الماضي.

هيفاء علي