وطن بعينين من صبر وسماء بلون النصر
غالية خوجة
كلما زفت سوريتنا الحبيبة شهيداً ولد شهيد، وازدادت التربة والسماء لمعاناً بعينيها الخضراوين، أوليس “حماة الديار” هم الأسطورة الأبدية، وهم المعجزة الوطنية بأطيافها المؤمنة بقوله تعالى: “ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون”، وهذا ما أثبته جيشنا العربي السوري بصموده الواحد وانتصاراته الدائمة وموروثاته الأصيلة منذ أول شهيد ضحى بأغلى ما يملك من أجل هذا الوطن المتوهج بلون الكرامة والهوية والجذور والفروع.
ولأن الشهداء “أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”، فإن القائد والجيش وجرحى الوطن والشعب مصرون على “الأمل بالعمل” وفاءً للشهداء والوطن، لذلك، لا تعجب وأنت في سورية أن ترى إيمان الجندي بالانتصار طاقة إلهية دافعت وصمدت وانتصرت وتنتصر.
وكم كانت فرحة الأهالي لا توصف بعدما يحرر جيشنا الباسل قطعة من الأرض، فيعانق الطفل المحرر وأمه وأبوه هذا الجندي بلهفة لا تصفها اللغات لو اجتمعت، تماماً، كما فعلت البطلة العجوز أمّ الشهداء التي حملت أسماء أبنائها الشهداء على ورقة وهي فخورة بهم.
وكم من وحيهم أنشد الرضّع وغنّى الشباب والأمهات والآباء والجدات والأجداد “حماة الديار”، وكم من القصائد حملتها مع الشمس حمامة السلام، وفرشتها في الفضاء أشعاراً تنبت من أشعار. وكم من شهيد ما زال يحلق بيننا بكل عزة وإباء وشموخ وتزأر معه الأمصار والأبصار: “وطن_شرف_ إخلاص”.