نبض رياضي.. بطولات تبحث عن دعم
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
تستمر اتحادات الألعاب بإقامة بطولاتها السنوية حيث نشهد هذه الأيام زحمة منافسات في شتى الرياضات مع ملاحظة غياب أخبار بعض الاتحادات بشكل يثير التساؤلات حول الأسباب الموجبة لهذا الابتعاد، وطبعاً للألعاب الفردية الحصة الأكبر من هذه البطولات خاصة أن الفترة الماضية شهدت شبه توقف لكل النشاطات نتيجة تحضير منتخباتنا الوطنية للمشاركة في الدورة العربية الخامسة عشرة التي أقيمت في الجزائر الشهر الماضي.
هذه الحركة النشطة للبطولات بلاشك إيجابية لسبر واقع الألعاب ومدى تطورها ومنح المشاركين فرصة احتكاك ضرورية هم في أمس الحاجة إليها مع وجود حالة تقشف وتقتير للمشاركات الخارجية، لكن هذه الإيجابيات الكثيرة يقابلها ملاحظات كثيرة يجب النظر إليها بعين المعالجة السريعة.
فالشكل العام للبطولات ليس مثالياً بل يغلب على المنافسات الرغبة في إنهائها بأسرع وقت ممكن ضغطاً للنفقات، وهذا الأمر منطقي في ضوء وجود فجوة كبيرة بين المتطلبات والإمكانيات، فبطولات الجمهورية يصرف للاعب المشارك فيها إذن سفر قيمته ثلاثة آلاف ليرة لتغطية نفقات الإقامة والإطعام والتنقل في بعض الأحيان، وهذه النقطة باتت اليوم مثار استهجان فكيف يمكن للاعب غير محترف أن يتكفل بمصاريف مشاركته فهل المطلوب أن يصرف اللاعب على اتحاد اللعبة أو على تنفيذية محافظته؟
أما الملاحظة الإيجابية التي يمكن الحديث عنها فهي تطور الجوانب التنظيمية لكثير من الاتحادات التي تعطي مؤشرات على قدرة كوادرها على تنظيم بطولات قارية وعالمية وبأفضل الطرق شريطة توفير الإمكانيات المطلوبة.
ما سبق يوصلنا لفكرة اعتمدتها بعض اتحادات الألعاب في نظامها المالي، عبر فرض رسوم اشتراك على اللاعبين إن كان في بطولات المحافظات أو بطولات الجمهورية، وهنا تكمن الإشكالية الكبرى التي تبدو غافلة عن أذهان الكثيرين وهي تحول رياضتنا بشكل تدريجي من رياضة شعبية إلى رياضة “محترفة” من حيث المال هاوية من حيث الشكل والمضمون.
وهنا نحن لسنا ضد فكرة أن تكون الاتحادات منتجة وليست مستهلكة لكن ليست بالطريقة التي تجري بها الأمور حالياً، فالجميع يدرك أن المال هو عصب الرياضة ومنظمة الاتحاد الرياضي غير قادرة على تقديم جميع المتطلبات لكل الاتحادات، لكن الحل ليس في رسم اشتراك هنا أو ريوع دورات هناك، بل المطلوب رؤية متكاملة تنعش اتحادات الألعاب وتعيد الرونق لبطولاتها المحلية التي يجب اعتبارها ضرورة ملحة وليست مجرد ديكور لإكمال الروزنامة السنوية.