صحيفة البعثمحليات

“التخدير” اختصاص مأزوم.. وتفسيرات “الطبيب في غرفة العمليات “أضاعت حقوقهم”

دمشق – حياة عيسى

مازال قطاع – التخدير- يعاني الكثير من المشكلات والعقبات التي تعترض طريقه وهو كغيره من القطاعات الطبية التي تعتبر مأزومة جداً، إلا أن – التخدير- فاق كل ما يمكن قوله من أزمات وصعوبات دون أي حلول مجدية من قبل أصحاب القرار، بل يمكن القول إن جلّ ما تم تقديمه من حلول اعتبرتها الحكومة حلول إسعافية وللأسف لم تكن سوى حلول التفافية غير مجدية، وزادت من الواقع المتردي لهذا القطاع.

هذا ما أدلى به المسؤول العلمي برابطة أطباء أخصائي التخدير في سورية الدكتور فواز هلال في حديثه لـ”البعث” حيث أكد أن الحكومة لا تبحث عن حل جذري لمشكلة التخدير بل تلجأ إلى حلول التفافية مجتزأة قصيرة النظر، علماً أنه منذ عام 2016 وحتى تاريخه هناك مطالبات بحل مشكلة التخدير ولم يتم التحرك بهذا الشأن بل بقي الوضع على حاله ويزداد سوءاً، فعلى صعيد القطاع العام تم إلغاء المكافآت وعلى صعيد الأقسام الخاصة في الهيئات العامة تم إلغاء الحوافز ما أدى إلى انفكاك الكثير من الأطباء التخدير المتعاقدين في المشافي الحكومية، وفي القطاع الخاص والمشافي الخاصة تكمن المشكلة كون “وزارة الصحة” لا تريد أن تمارس أي ضغط عليهم لإنصاف أطباء التخدير وإعطائهم حقوقهم وفق قوانين الوزارة، وعلى صعيد القطاع التأمين وبعد المطالبة والضغط لحصول طبيب التخدير على حقه مباشرة أو على أتعابه من شركة التأمين وتحويلها إلى حسابه الخاص دون المرور بالمشفى، أصدرت الهيئة العامة للإشراف على التأمين قراراً تستخدم فيه عبارة – يحول حساب الطبيب في غرفة العمليات مباشرة من شركة التأمين إلى حساب الطبيب البنكي الخاص- ولكن وزارة الصحة فسرت كلمة “الطبيب في غرفة العمليات” على أنه الجراح وليس طبيب التخدير بحجة أن أطباء التخدير موظفين متعاقدين في المشفى، علماً أن المشافي الخاصة لا تنظم عقوداً لأطباء التخديرخوفاً من الملاحقة القانونية والتبعات المادية على تلك العقود.

أما بالنسبة للأجيال الجديدة من أطباء التخدير فقد أشار هلال إلى وجود خطة لإعداد أجيال جديدة مبدعة من أطباء التخدير ولكن للأسف إعدادهم سيكون تحصيل حاصل لفائدة الدول الأخرى كون الطبيب المستجد هدفه الأساسي بعد التخرج الهجرة لمكان يستطيع فيه تأمين حياة كريمة له، لتأتي المشكلة الأكبر بالسماح لطلاب المعهد المتوسط الطبي بالالتحاق باختصاص التخدير بعد إتمام الدراسة فيه، وذلك من خلال دخول السنة الثالثة طب بشرط إتمام الاختصاص بالاختصاصات الثمانية المأزومة (التخدير، طب الطوارئ، طب الأسرة، الطب الشرعي، الأشعة، الطب النفسي، العلاج الفيزيائي) والتعاقد مع الدولة لمدة عشر سنوات، وهذا من شأنها حسب – هلال- أن يؤثر سلباً على سمعة الشهادة السورية وهنا كان من الواجب المضي بإجراءات ترفع من شأن الجامعات السورية.