الفنّان المخرج التونسي خالد بوزيد: الثقافة والفنّ لا يعترفان بأية حدود
اللاذقية – مروان حويجة
أكّد الفنّان المخرج التونسي خالد بوزيد تقديره وإعجابه بالحركة الفنيّة السورية واعتزازه بعلاقات الصداقة والأخوّة التي تربطه بالكثير من الأسماء الفنيّة السورية في المسرح والدراما والسينما.
وقال بوزيد في لقاء مع ” البعث”، على هامش زيارته لمدينة اللاذقية، للمشاركة في مهرجان أليسار المسرحي في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية: تعود معرفتي وعلاقتي الحميمة القويّة مع الفنّ السوري إلى أكثر من عشرين عاماً، تعرّفت خلالها على فنانين سوريين كثيرين في مهرجانات ولقاءات كثيرة، وكانت البداية من المهرجان المسرحي في تونس، وتسنّى لي أيضاً التعرّف والاطلاع على الحركة الفنيّة السورية من خلال الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية، وتشرّفت بصداقة الكثير منهم، وأتيحت لي فرصة التعلّم من الأسماء الكبيرة، إضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف مع العديد من أصدقائي الفنانين في سورية.
وأوضح أنّ الثقافة والفنّ لا يعترفان بأية حدود، فالفنّان يتحرك باسم الإنسانية، وليس بأية إيديولوجيا، ويحاول أن يغيّر الواقع، والمسرح هو فنّ حيّ، وأداة تواصل كثيف، وخلق لعالم ما، والموسيقي يستخدم آلته والرسّام ريشته، أمّا الفنّان المسرحي فيخلق عالماً وقطعة من حياة في فضاء ما.
وأضاف: هذه المشهدية تتنقّل من بلد إلى آخر، أي أنّ هناك تفاعلات، وكذلك المسرح يحاكي الواقع ، ويغيّره وينشر الوعي من خلال المسرحي الذي يحسن التحكّم في مواطِن التعبير الحسيّة والفكرية والجسدية، وبالتالي المسرح ليس مرآة عاكسة للواقع بل نظرة ميكروسكوبية للواقع والمستقبل والتاريخ. ولفت بوزيد إلى أنّ للمسرحي وعي يقدم من خلاله عملاً يرى فيه ما لا يراه الآخر، ويقدّمه بشكل السهل الممتنع، والبسيط المعقّد.
وحول تأثير الميديا الحديثةومواقع التواصل الاجتماعي على انتشار المسرح ومساحة تأثيره، قال بوزيد : أنا أحضّر الآن الدكتوراه في السينما والصورة ودراسات ماجستير في المسرح، ولكن للأسف هناك موجة من الرداءة تعصف بالعالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يهيمن على العالم نظام التفاهة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما شوّه الذوق العام وجعل المسرحيين يجتهدون كثيراً حتى يغيّرون في الواقع، ولكي ينشروا القيم والمبادئ والفكر العميق، لكن الأمر الخطير أن يصبح الإعلام رهين مواقع التواصل الاجتماعي، الإعلام لم يساعد كثيراً المسرحي، بل يتم التوجّه نحو أناس مؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أخطر فيروس يعيشه العالم، ليس في سورية وتونس فحسب، بل هي ظاهرة عالمية ونحن نكافح هذه الظاهرة من خلال أنماط متعددة للمسرح، ومنها مسرح الإدماج حيث الأطفال والشباب غير المدمجين اجتماعياً وقلب الأدوار وتمّ العمل في هذا الإطار حتى مع السجناء بوجود أخصائيين ليتسنى تغيير ذواتهم وشخصياتهم، وأيضاً مع أطفال التوحّد من خلال التعبير الدرامي.
وعن زيارته إلى اللاذقية، عبّر بوزيد عن سعادته لوجوده على أرض سورية في اللاذقية لما لسورية من مكانة غالية في قلبه، وأشار إلى أهمية مشاركته في المهرجان انطلاقاً من دور الفن كجسر تواصل وتلاقي، مؤكداً أنّه شرف له أن يتقاسم هذا الفضاء مع أشقاء له في سورية. ويؤكد الباحث بوزيد أن الثقافة والفن لا يعترفان بحدود، ونحن عشنا مع إخوتنا في سورية من خلال الأعمال المسرحية والدرامية، والمسرح هو حاجة وضرورة لأنه قادر على أن يغير ويغذي الواقع ولأنه يزرع الأمل ويحمل رسائل إنسانية .