الدوري الأولمبي فكرة جيدة تحتاج إلى دعم الأندية
ناصر النجار
حملت الجمعية العمومية لكرة القدم العديد من الإيجابيات والسلبيات حسب الأفكار والآراء المطروحة، سواء من أعضاء المؤتمر أو من اتحاد كرة القدم، وما هو إيجابي طرح رئيس اتحاد كرة القدم لموضوع الدوري الأولمبي من باب إعلامهم بتثبيته ضمن برنامج المسابقات، وليس من باب استطلاع آرائهم أو التصويت عليه كمشروع قرار.
واستهلك رئيسُ المؤتمر الوقت الكثير ليقنع معارضي المشروع، مبيناً فوائده العديدة التي ستتضح في السنوات القليلة القادمة، وللأسف فإن أكثر الأندية التي عارضت وجود هذا الدوري هي الأكثر إنفاقاً وتبذيراً للمال في الدوري، وهذا ما يؤسف له بالفعل!.
ودوماً أنديتنا تضع الأزمة المالية حجة لها في أي مشروع كروي تطويري، لكنها لا تجد أي أزمة في تعاقداتها التي بلغت مئات الملايين وهذه مفارقة عجيبة بالفعل.
وإذا ما أردنا إحصاء فوائد هذا الدوري الوليد فإن فوائده كثيرة جداً ومفيدة للأندية بشكل خاص وللكرة السورية بشكل عام.
المتابع لكلّ درجات الدوري يجد أن اللاعبين من كبار السن يسيطرون عليه في الدرجة الممتازة وبقية الدرجات، ودخول لاعبين شباب جدد بات خجولاً لعدم قناعة الأندية باللاعبين الشباب لكونهم يفتقدون إلى الخبرة المطلوبة، وباتت أغلب أنديتنا تعتمد على اللاعب الجاهز المملوء خبرة ودراية، ويمكن استثناء عدد قليل من اللاعبين الذين تسطع موهبتهم فتفرض وجودها على هذه الأندية، ولكن عددهم بسيط ولا يمكن أن يشغلوا كل مقاعد الدوري في كل الأندية، لذلك رأى اتحاد الكرة أن فرض هذه الفئة على فرق الدوري الممتاز سيمكّن اللاعبين الذين يتسربون من الأندية لعدم وجود أماكن لهم من وجودهم المؤثر في الدوري واستمرارهم مع أنديتهم حتى سن الـ 23 وهذا الأمر مفيد لأنه يرفع من مستوى اللاعبين ويؤمّن للأندية ذخيرة من اللاعبين من أبنائها يعوضونها عن التعاقدات التي ستوفر الكثير من النفقات، فضلاً عن أنها ستوسّع قاعدة اللعبة من لاعبي رديف الرجال، وسيصبح تشكيل المنتخب الأولمبي أسهل من ذي قبل، لأن المسؤولين عن المنتخب الأولمبي كانوا في السابق يجدون صعوبة في البحث عن هؤلاء اللاعبين لقلة وجودهم في الأندية.
من ناحية التكلفة المالية فإن لاعبي الأولمبي والشباب لن يكلفوا أنديتهم المال الكثير، فهم في سن الرعاية ولا يحتاجون إلى عقود، في المحصلة العامة هذه الفكرة جيدة وإذا تمّ تطبيقها بشكل جيد فستعود بالفائدة الكبيرة على أنديتنا وكرتنا.