صورة مكررة لدوري الشباب.. والفائدة الفنية محدودة
سُحبت يوم أمس قرعة الدوري الممتاز لكرة القدم لفئة الشباب تحت 19 عاماً، حيث وزعت الفرق الأربعة عشر على مجموعتين لم تراع التوزيع الجغرافي، فضمّت المجموعة الأولى أندية: جبلة، حطين، الكرامة، أهلي حلب، الشرطة، الجزيرة، النواعير، أما المجموعة الثانية فضمّت أندية: الوحدة، الوثبة، الجيش، الطليعة، الحرية، تشرين، الساحل، على أن تنطلق مرحلة الذهاب في الثلاثين من شهر أيلول المقبل وتختتم في بداية تشرين الثاني.
الملاحظ في النسخة الجديدة من المسابقة أنها لم تختلف من ناحية الشكل عن الموسم الماضي، فبقيت طريقة المجموعتين التي توفر على الأندية من الناحية المالية، لكنها بالمقابل تؤثر بشكل سلبي على المستوى الفني لهذه الفئة التي تعدّ مستقبل كرتنا. فاللاعب في هذه الشريحة العمرية بحاجة ماسة لجرعة احتكاك كبيرة ولمباريات عديدة في سبيل تطوير مستواه وصقله قبل دخول مرحلة الاحتراف لاحقاً، لكن الذي حصل في طريقة المجموعتين أن اللاعب في أحسن الأحوال سيخوض أربع عشرة مباراة، وهذا الرقم ضئيل جداً، ولا يناسب مسابقة يطلق عليها اسم الدوري الممتاز.
كما أن الفترة الزمنية المحدّدة لمرحلة الذهاب التي تتجاوز الشهر بأيام قليلة ستجعل المباريات تقام بشكل أسبوعي، قبل أن يتوقف الدوري حتى إشعار آخر، حيث لم يتمّ تحديد موعد مرحلة الإياب!.
وبعيداً عن الأمور الشكلية فيما يخصّ نظام المسابقة والفائدة الفنية منه، فإن اتحاد اللعبة مطالب بشكل عاجل بتلافي مجموعة المشكلات التنظيمية التي طغت على الموسم المنقضي، فقضية الملاعب أمر لا بدّ من النظر إليه بجدية كبيرة، ومن غير المعقول أن تقام مباراة في دوري ممتاز على ملعب غير صالح، إن كان من ناحية الأرضية أو المرافق أو حتى غير مطابق للمواصفات الدولية، كما أن التشدّد في قضية العقوبات أمر ضروري لوضع حدّ لظاهرة الشغب التي أطلّت في العديد من المباريات.
دوري الشباب ليس مسابقة هامشية أو ديكوراً لازماً لإكمال المشهد الكروي، بل يمتلك أهمية لا تقلّ عن دوري المحترفين لما له من تأثير على البناء الكروي السليم الذي يفترض أن الاتحاد يسعى لتشييده.
المحرر الرياضي