أخبارصحيفة البعث

بوتين: روسيا تولي الأهمّية للشراكة مع الهند وكوريا الديمقراطية.. العالم متعدّد الأقطاب حلٌّ للتحدّيات

موسكو – واشنطن- تقارير

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تولي أهمية كبيرة للشراكة الاستراتيجية المميزة مع الهند، ووجه رسالة إلى نظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون بالذكرى الـ78 ليوم تحرير كوريا من الاستعمار الياباني. كما أكد أن التحدّيات الأمنية التي يواجهها العالم ناتجة عن التصرفات المتهورة والأنانية للدول الغربية، مشدداً على أن تأسيس العالم متعدّد الأقطاب سيكون حلاً لأغلب المشاكل والأزمات، في وقت انتقد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف تخصيص الولايات المتحدة حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مؤكّداً أن كييف تستخدمها بشكل مكثف ضد المدنيين والمواقع المدنية.

وفي التفاصيل، نقل موقع (RT) عن بوتين قوله في برقية تهنئة لـ رئيسة الهند دروبادي مورمو، ورئيس وزرائها ناريندرا مودي، بمناسبة عيد استقلال الهند: إنني على ثقة من أننا سنستمر من خلال الجهود المشتركة في بناء تعاون ثنائي مثمر في جميع المجالات، فضلاً عن الشراكة البنّاءة في معالجة القضايا الملحة على جدول الأعمال الإقليمي والعالمي، بما يصبّ في مصلحة شعبي البلدين ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين.

وأشار بوتين إلى النجاحات التي حققتها الهند في المجالات الاقتصادية والعلمية والتقنية والاجتماعية وغيرها، موضحاً أن الهند “تتمتع بمكانة مرموقة عالمياً وتلعب دوراً بناء مهماً في الشؤون الدولية”.

وفي رسالة إلى نظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون بمناسبة يوم تحرير كوريا من الاستعمار الياباني، قال بوتين: “لقد أصبح هذا العيد، يوم التحرير رمزاً لشجاعة وبطولة جنود الجيش الأحمر والوطنيين الكوريين الذين قاتلوا معاً للتحرّر من الحكم الاستعماري الياباني”.

وأضاف: إن “تقاليد الصداقة والتعاون التي نشأت في تلك الفترة من النضال الشديد أصبحت أساساً متيناً لتنمية علاقات حسن الجوار بين موسكو وبيونغ يانغ”، معرباً عن ثقته بأنهما ستواصلان تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات.

ومن جانبه، قال كيم في رسالة جوابية: إن “روح التضحية البطولية التي أظهرها جنود الجيش الأحمر وأفراد الجيش الثوري الشعبي الكوري ستبقى جنباً إلى جنب مع تاريخ الصداقة القائم بين كوريا الديمقراطية وروسيا عبر الأجيال القادمة”.

وأشار كيم إلى أن “الصداقة والتضامن بين كوريا وروسيا سيتطوران إلى علاقة استراتيجية، وسننتصر دائماً في رحلة تحقيق الأهداف والإنجازات المشتركة، حيث سيدعم كل من البلدين الآخر بقوة.

وفي سياقٍ متصل، قال بوتين في كلمة عبر الفيديو خلال افتتاح مؤتمر موسكو الـ11 للأمن الدولي: إن ممثلي وزارات الدفاع والدبلوماسيين والخبراء اجتمعوا مرة أخرى في موسكو لمناقشة القضايا المدرجة على جدول الأعمال العالمي والإقليمي، وهذا مهم جداً في هذا الوقت للجميع، حيث علينا أن نؤسس لعالم متعدّد الأقطاب، فالكثير من الدول تريد الحفاظ على سيادتها ومصالحها الوطنية وتعمل على تعزيز المراكز الاقتصادية والسياسية الجديدة، وسيكون ذلك أساساً للتطور المستدام للعالم وحلاً لجميع المشاكل.

وأوضح بوتين أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” يحاول تعزيز قدراته الهجومية، ويقوم باستخدام الوسائل العسكرية وغير العسكرية للضغط، ويقوض كل معاهدات الحدّ من انتشار الأسلحة، والولايات المتحدة تحاول إعادة صياغة نظام العلاقات الدولية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بما يخدم مصالحها.

وأشار بوتين إلى أن الدول الغربية تخطط لدمج قوات الناتو مع تكتل “أوكوس” للقيام بالمزيد من المغامرات الجيوسياسية والتلاعب بالشعوب وإحداث الصراعات وإجبار بلدان أخرى على الانصياع لها، في إطار الاستعمار الجديد، لافتاً إلى أن مسألة صبّ الزيت على النار تظهر في أوكرانيا، حيث يتم دعم النظام النازي وتزويده بالسلاح والعتاد والمرتزقة لتأجيج الصراع وجر دول أخرى إليه.

وشدّد بوتين على أن الحدّ من هذه الأزمات يكون فقط بتعزيز التعاون والثقة بين الدول، وتوحيد جهود المجتمع الدولي لبناء عالم متعدّد الأقطاب قائم على المساواة واحترام مصالح جميع الدول.

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وضعت نهاية لهيمنة القطب الواحد على الأمن العالمي، وبدّدت الكثير من الأساطير بشأن الأسلحة وقدرات “الناتو”، مشيراً إلى أن المستشارين والمرتزقة الأجانب يشاركون في المعركة، ومع ذلك لا تتمكن أوكرانيا من تحقيق أي نجاح على الأرض، حيث تمكنت القوات المسلحة الروسية من صدّ الهجوم الأوكراني المضاد، كما أن القدرات العسكرية لأوكرانيا بدأت تنتهي وتتلاشى.

ولفت شويغو إلى أن الولايات المتحدة توفر القذائف العنقودية المحرمة دولياً لنظام كييف، مبيناً أنه لدى موسكو أيضاً هذه الذخائر لكنها لا تستخدمها لاعتبارات إنسانية.

وأشار شويغو إلى أن الأوضاع إيجابية في منطقة الشرق الأوسط، فعودة سورية إلى الجامعة العربية عامل استقرار في المنطقة بأكملها، وكذلك تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية يساعد على زيادة الأمن فيها، موضحاً أن الولايات المتحدة ما زالت تحاول زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، لذلك يجب الاستعداد لجميع السيناريوهات.

بدوره، بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب يحاول تقويض القوانين الدولية من خلال وضع ما يسميه “القواعد بدلا عن القوانين”، ومحاولة خصخصة الأمانة العامة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية كمنظمة التجارة العالمية ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، غير أن العالم اليوم يشهد تحولات حقيقية وجادّة، كما أن الجهود الرامية لتصحيح الأوضاع وإيجاد حلول للتحديات شديدة الأهمية والكثير من الدول تحاول الابتعاد عن الاعتماد على الدولار واليورو واستخدام العملات المحلية في معاملاتها وتسوياتها، مؤكداً ضرورة احترام مصالح وحقوق الدول ذات السيادة، وأن تمتلك كل دولة حق تقرير المصير.

ولفت لافروف إلى أن وجود البنى التحتية لحلف الناتو على الحدود الروسية يكشف عن نسيان الغرب لوعوده بالتزامه بالأمن غير المجزأ والمتساوي وعدم تحقيق الأمن على حساب الآخرين، مشدّداً على ضرورة وضع نهاية لاستخدام الإرهابيين في مغامرات “الناتو” والولايات المتحدة في شتى أنحاء العالم، وتوحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن.

من جهته، قال أنطونوف في تصريح: “هنا في الولايات المتحدة لا يستطيعون أن يفهموا أن المنتجات القاتلة للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي يتم استخدامها بشكل رئيسي من قبل مجرمي كييف ضد المدنيين والمواقع المدنية”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تغرق أكثر فأكثر في المواجهة مع روسيا بأيد أوكرانية وترسل دفعات جديدة من الأسلحة والأموال إلى نظام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وتأمل بأن يستمر النزاع الأوكراني لفترة طويلة”.

من جهة ثانية، قال أنطونوف: إن الولايات المتحدة تستغل رئاستها لمنتدى التعاون الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ “أبيك” من خلال تسييس المناقشات لمصلحتها، والإساءة إلى سمعة المشاركين الروس، حيث لم يتم إصدار تأشيرات الدخول لممثلي عدد من الوزارات والهيئات الروسية، مطالباً بمنحهم التأشيرات لدخول الولايات المتحدة قبل اللحظة الأخيرة للاجتماعات.

داخلياً، أفادت وزارة الطوارئ الروسية بارتفاع عدد القتلى بانفجار وقع مساء الاثنين في محطة تزود بالوقود في عاصمة جمهورية داغستان محج قلعة إلى 30 شخصاً، بينهم 13 طفلاً، فيما أعلن النائب الأول لوزير الصحة الروسي فيكتور فيسينكو بعد وصوله إلى داغستان أن 66 مصاباً موجودون حالياً في مستشفيات محج قلعة، بمن فيهم 10 في حالة حرجة.

كذلك لقي شخصان مصرعهما، وأُصيب 6 آخرون بنفجار وقع مساء الاثنين في حقل نفط غرب سيبيريا.

وأكدت لجنة التحقيق في دائرة خانتي مانسي أن الانفجار وقع بسبب انتهاك قواعد السلامة أثناء أعمال الترميم والبناء.

بدورها، ذكرت وزارة الصحة المحلية أن المصابين تتراوح حالاتهم بين خطيرة وخطيرة للغاية، ويتلقون كل المساعدة الطبية اللازمة.

من جهةٍ أخرى أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في شبه جزيرة القرم القبض على عميل للمخابرات الأوكرانية قدم تقارير بشأن حركة الشحنات العسكرية إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة، حيث نقل معلومات حول مكونات وحركة الشحنات العسكرية، عبر أراضي القرم، إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة.