الطبيعة المستوحاة من جغرافية سورية في معرض” حراس الفجر”
ملده شويكاني
الطبيعة المستوحاة من جغرافية سورية أشارت بفنية غير مباشرة إلى الانتماء والتشبث بالأرض والتمسك بالهوية والتراث، وإلى الاحتفاء بالجيش العربي السوري الذي انتصر على الإرهاب، إذ عكست لوحات معرض” حراس الفجر” الذي أقيم بالمركز الثقافي في المزة ضمن فعالية الاحتفال بعيد الجيش العربي السوري بالتعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين والشعبة المركزية للحزب، بإشراف الفنان أديب مخزوم كل هذا الحب والوفاء.
الطير والأنثى
فمن جماليات الطبيعة إلى الطبيعة الصامتة المرتبطة بجزء منها بمفردات التراث تمثلت بلوحتي آلاء حواصلي وبنان العمري، إضافة إلى حضور المرأة الطاغي بحالات تعبيرية مختلفة توحي بتأملات حائرة حيناً بلوحة ماري آن المرقص، وبأرق معاني الانتظار والحب بتكوينات الأنثى بلوحة عزام فران وهي تهمس للعصفورين في يديها، فتتكامل همساتها مع تموجات درجات الأزرق على مدى مساحة الخلفية وإيحاءات هالات اللون الوردي الذي يعتلي أغصان الشجرة العارية ببريق الأمل.
وتقاطعت بالرؤية التشكيلية إيمان الحسن مع عزام فران، إذ رسمت بورتريه لأنثى دقيقة الأنف جميلة العينين اللتين يسكنهما البحر بنظرة حالمة، تحيط بها الطيور المتعلقة بخصلات شعرها متوسطة فضاء الخلفية الزرقاء.
الجندي والبندقية
ونمت مشاركة نجوى الشريف بفنية مباشرة بلوحتها العاطفية عن الاحتواء بمساندة الجندي الذي يحمل بندقيته ويحمي أنثاه الجميلة التي تعشق الورد المتناثر حولها، في حين تشغل حبات العنب ركناً صغيراً في اللوحة، برمزية الأنثى والدفاع عن الوطن وحمايته.
حمامة السلام
أما الأنثى بلوحة صريحة شاهين فكانت رمزاً للمقاومة والنضال بدلالات تقارب اللون الأصفر من الأحمر، إذ أطلقت عليها عنوان ” عطاء وتضحية” وكما ذكرت عبّرت عن العطاء بدلالات اللون الأخضر المنسكب على صدر المرأة مع وجود حمامة السلام والإحساس بالأمان والسكينة مع وجوه بالذاكرة لا تنسى.
كما حفل المعرض بروح المدينة بتشكيلات هندسية بلوحة ليلى طه، إضافة إلى تشكيلات حروفية بأشكال مختلفة.
الوطن والطبيعة
ومن المشاركين الضابط المتقاعد الفنان غازي القاضي الذي استلهم من شفافية الطبيعة لوحاته المشرقة بالأشجار الغناء، فكانت قريته كرسانة في محافظة اللاذقية الواقعة على الطريق الواصل بين اللاذقية وكسب حاضرة بالمعرض بانعكاس تموجات اللون الأخضر المتمازجة مع الأصفر بمشهدية رائعة لملامح القرية من بعيد بطرقاتها المتشعبة المليئة بالأشجار وبدفء بيوتها الريفية الصغيرة وإيحاءات نوافذها وأبوابها الخشبية القديمة بأسلوب تعبيري، وقد أضاف إليه تألق نثرات الألوان الوردية وإشراقات اللون الأبيض بين تموضع الأزهار والنباتات.
وتأتي لوحة غازي القاضي ضمن مساره الفني بين الواقعية والتعبيرية وتجسيده مشاهد مختلفة الزوايا والمنعطفات، أظهر من خلالها جمال الطبيعة السورية، إضافة إلى شغفه بروح المكان وارتباطه بالأنثى ونثرات الأزهار.
كرسانة قريتي
فأوضح في حديثه لـ ” البعث” بأنه يحب أن يجسد الطبيعة في لوحاته، ولوحة كرسانة تعبّر عن قريته بصورة حقيقية ليست منقولة، فشغفه بقريته وطبيعتها الجميلة يعكس عشقه للوطن.
وتابع: أردت من خلالها أن أحيي الجيش العربي السوري، وأعبّر عن مشاعري تجاه الوطن، كما شاركتُ بلوحة ثانية عن معلولا وهي تجسد التاريخ والحضارة والتراث المعماري الفريد.
صورة حقيقية
وأنا مازلت ضمن إطار المدرسة الواقعية والتعبيرية، وبعضها يميل نحو الشاعرية والرومانسية، فلوحاتي التي أشارك بها بالمعارض هي لوحات حقيقية مستوحاة من الواقع وغير منقولة، أقوم بتصويرها سابقاً ومن ثم أنفذها بمرسمي.
وأنا لا أميل إلى المدارس الفنية الحديثة، لأنها برأيي تحتاج إلى الكثير من العمل حتى نمارسها، وألاحظ أن أغلب الفنانين الحديثين حتى الخريجين الجدد يميلون إلى التجريد والتحديث للتهرب من عدم خبرتهم الكافية بالرسم والتشكيل.
الألوان والأزهار
أما عن الألوان فكما ذكرت أميل إلى الألوان التي تعطي اللوحة مزيداً من التفاؤل وحب الحياة، لذلك أنثر الزهور في أطراف اللوحة، وحالياً أرسم بالزيتي فقط، وسبق لي أن رسمتُ بالمائي والإكليريك ولديّ رغبة لأعود إلى استخدام ألوان الإكليريك، لكن الألوان الأساسية بتجربتي التشكيلية هي الزيتي.
وفيما يتعلق بمشاركاته القادمة، عقّب: بعد أن تقاعدت أصبحت متفرغاً أكثر للرسم، وأشارك بمعارض الإدارة السياسية، وشجعني الفنان أديب مخزوم على استمرار المشاركة بالملتقيات التي ينظمها ويشرف عليها، وحالياً أشتغل بلوحة عن دمشق القديمة للمشاركة في معرض دمشقيات، الذي سيقام في المركز الثقافي في كفرسوسة في نهاية هذا الشهر.