صحيفة البعثمحليات

نفوق قطعان الفروج عند المربين وارتفاع الأسعار يهدد القطاع

دمشق – محمد العمر

رغم ارتفاع أسعار الفروج في الأسواق اليوم، إلا أن مربي الدواجن يشتكون من الخسائر المتكررة والمتواصلة في عملهم، فتربية الفروج – حسب قولهم – خاسرة، والبيع للأسواق كذلك الأمر بات دون تحقيق التكلفة بالإنتاج من شراء المازوت والأدوية والأعلاف المرتفعة وغيرها، لتكتمل القصة بنفوق كميات كبيرة من قطعان الفروج مؤخراً، بسبب موجة الحر الشديدة التي تمرّ على البلاد والانقطاعات المستمرة للكهرباء.

البيع بخسارة!

أحد مربي الدواجن أكد لـ “البعث” أن الارتفاعات المتتالية في مادتي الذرة والصويا، باتت أمراً مزعجاً للمنتجين، فهذه المواد العلفية للأسف أصبحت ترتفع بارتفاع سعر الصرف، حيث يصل سعر الذرة إلى 6 آلاف ليرة للكيلو الواحد، وكسبة الصويا إلى 12 ألف ليرة، وهما مادتان متوافرتان بالأسواق، لكن عندما يرتفع سعر الصرف، تكثر الحجج من التّجار ويحجمون عن البيع إلى حين ثبات واستقرار السعر، كما أن نفوق الفروج بشكل غريب، ووصوله في بعض المداجن لأكثر من 75 بالمئة نتيجة انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي مؤخراً، قد أثر على حركة السوق، مما زاد من سعره على الرغم أنه كان يجب أن ينخفض نتيجة هذه الأسباب، مشيراً إلى تدني الإقبال من المربين على شراء صوص الفروج بسبب الأزمة التي يعانون منها في ظل الارتفاعات المتواصلة للمواد والمستلزمات الدواجن، مطالباً كغيره من المنتجين تخفيض أسعار الأعلاف وتوحيد أسعار المازوت في كلّ المداجن وبيعه بالسعر المدعوم من وزارة النفط، لا أن تكون كل محافظة مختلفة عن محافظة أخرى، فصحن البيض -حسب مربي فروج آخر- بات خاسراً وتكلفته مرهقة للمربين، حيث أصبح يكلف المنتج أكثر من 37 ألف ليرة، بينما حدّدت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الصحن بسعر 34 ألف ليرة وفقاً لآخر نشرة صادرة، ونتيجة لإمكانيات التخزين في ظل انعدام وسائل الطاقة والكهرباء في تبريد البيض، اضطر المنتج لبيع رزقه بخسارة ، حتى أن أغلب المربين صاروا يلجؤون لتسويق منتجاتهم للمؤسّسة السورية للتجارة التزاماً بمبادرة لجنة الدواجن في اتحاد غرف الزراعة مؤخراً بتزويد السورية للتجارة بدمشق بمادة البيض من المربين مباشرة بسعر أقل من 32 ألف ليرة دون حلقات وساطة، كتوفير للمنتج، تكلفة النقل والشحن والحمولة وأمور أخرى.

تعددت الأسباب

من جهته، مدير عام المؤسّسة العامة للدواجن، سامي أبو دان، اعتبر أن خسائر المربين اليوم، واستمرارها دون حلول، تشكل تهديداً لمنشآت الدواجن، ومصيرها نحو الإغلاق والخروج من الأسواق، وهناك جملة عوامل حسب وصفه أدّت إلى هذه الخسائر، وبالتالي ارتفاع سعر مادة الفروج بالأسواق مؤخراً، وجميعها تلتقي في ارتفاع المستلزمات الإنتاجية، كأسعار الأعلاف والأدوية التي ازدادت أضعافاً مضاعفة، على الرغم من أن المادة العلفية في الدول القريبة والمجاورة أقل منا بنحو 30%، دالاً على أن العلف مادة أساسية لتربية الدواجن، وهي السبب الأبرز لخسارة المربين، خاصة وأن سعر كيلو الذرة الصفراء أصبح بأكثر من 5300 ليرة، والصويا بـ 11400 ليرة، وكل فروج واحد يحتاج إلى 4 كيلو علف من عمر يوم واحد للصوص حتى يصبح فروجاً.

وبيّن أن المربين باتت خسائرهم كبيرة، ولم يعد بوسعهم الاستمرار أكثر من ذلك، حيث إن الفروج يباع بأقل من تكلفته بنحو 4 أو 5 آلاف ليرة، كما أن تكلفة كل كيلو حيّ مع الريش أكثر من 22 ألفاً، بينما سعره في النشرة الرسمية الصادرة عن وزارة التجارة وحماية المستهلك بـ18 ألف ليرة!.

ولم يخف أبو دان أن الارتفاع الذي حصل في هذه المادة كان أيضاً نتيجة نفوق قطعان كبيرة من الفروج، مما سبّب قلة بالعرض في الأسواق، نتيجة موجة الحر القاسية التي تمرّ، والأمراض التي حصلت كمرض التهاب الكبد الفيروسي الذي أثر بشكل كبير على الدواجن، موضحاً أن خسائر المربين في نفوق الإنتاج إن بقيت على هذا المنوال، فستؤثر على أسعار الفروج نحو الانخفاض حتماً، ولاسيما أن المسألة ليست بسيطة، ويمكن أن تؤدي لإغلاق المنشآت، وبالتالي انقطاع الفروج من السوق.

يُذكر أن ظاهرة ذبح الدجاج البياض الذي يتجاوز عمره السنة وأكثر تنتشر بين المربين، للتخفيف قدر الإمكان من الخسائر في تربية الفروج، وخاصة مع ازدياد تأثير مرض التهاب الكبد الفيروسي، إذ يؤثر المرض على الفروج البياض بشكل لا يمكن معالجته مقارنة بالفروج ذي العمر الأصغر.