رياضةصحيفة البعث

هل يتخذ اتحاد كرة القدم قراراً بالعفو عن العقوبات قبل الدوري الممتاز..؟

ناصر النجار
يُشاع في كواليس اتحاد كرة القدم أن أحد أعضاء الاتحاد رفع مقترحاً لإصدار عفو شامل عن العقوبات الانضباطية التي طالت الأندية واللاعبين والمدرّبين، وهذا القرار لو تمّ إصداره له تبعاته السلبية الكثيرة على الدوري من ناحية ضبط انفعالات بعض اللاعبين والمدرّبين والكوادر، وللأسف فإن بعض المشاغبين والخارجين عن أدب الملاعب رأوا في العقوبات الانضباطية شيئاً مؤقتاً، والقرارات المتعلقة بالمخالفات قابلة للزوال مع قرارات العفو الكثيرة التي يُصدرها اتحاد كرة القدم، لذلك فهم لا يبالون بما يفعلون من اعتداء على الحكام وتحطيم المنشآت والتطاول بالقول والفعل على المجتمع الرياضي وعلى المسؤولين الرياضيين، وكيف يمكننا أن نواجه هؤلاء بعد العفو؟.
إن الاعتداء على الحكام جريمة لا يمكن المساس بها والتصفيق لها، ويجب إنزال أقسى العقوبات على الخارجين عن أدب الملاعب، فإصدار العفو لهؤلاء كمن يصفق لهم فعلتهم الشنيعة ويبارك لهم خرقهم للأخلاق والآداب العامة للملاعب، وسبق لاتحاد كرة القدم أن أصدر الموسم الماضي ثلاثة قرارات عفو في ستة أشهر، وهذا يطمع المخالفين لاستمرارهم في المخالفات بشكل دائم لعدم وجود الرادع الحقيقي.

الأصل أن الاتحاد يجب ألا يخرق نظامه الأساسي، وألا يخالف مواد لائحة الأخلاق والإجراءات التأديبية، ولا يوجد أصلاً في النظام الأساسي للاتحاد السوري والآسيوي والدولي، ما يسمح بذلك بل على العكس تماماً فإن اللائحة في المادة 51 تنصّ على الآتي: (بعد مراعاة قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): العفو الصادر من اللجنة الأولمبية السورية، سواء أكان خاصاً أم عاماً، يسري فقط على العقوبات الإدارية ولا يسري على العقوبات الانضباطية والتأديبية التي تقرّها اللجنة، وعليه فلا يجوز إصدار أي عفو كامل أو جزئي، وإن صدر فهو خرق للقانون وتجاوز له.

وبحسب النظام الأساسي للاتحاد السوري والآسيوي والدولي لا يحقّ لاتحاد كرة القدم إصدار أي عفو عام عن العقوبات مع بداية الموسم الجديد، إذا كانت هذه العقوبات هي عقوبات انضباطية أو تأديبية تمّ فرضها من قبل اللجنة. ولكن يُمكن أن يتمّ تطبيق العفو الصادر من اللجنة الأولمبية السورية على العقوبات الإدارية فقط.
ومن المفترض ألا يدّخر اتحاد كرة القدم جهداً في حماية الاستقلالية القانونية، وأن يعمل على ترسيخ مبادئ القانون ومعاقبة كل مسيئ، لأن إحدى مهام اتحاد كرة القدم تطبيق القانون وحماية اللعب النظيف.