رغم الينابيع والآبار الغزيرة … قرى طرطوس تعاني العطش !
البعث الأسبوعية – دارين حسن
لم يشفع لأهالي محافظة الينابيع والآبار الغزيرة بإرواء ظمأهم في أيام الصيف اللاهب، فمع اشتداد حرارة الشمس تزداد الحاجة للمياه ويتصدر مشهد العطش وصعوبة الحصول على المياه وتأمينها أغلب قرى مناطق محافظة طرطوس التي تعاني من طول مدة الضخ للمنازل مع ارتفاع بعض الأبنية السكنية، إضافة إلى الأعطال المتكررة واهتراء بعض الشبكات وعمليات الصيانة والإصلاح التي تقوم بها كوادر المؤسسة ما يؤخر عملية الضخ وبالتالي تكبد المواطنين المزيد من النفقات!
غياب الاستثمار!
“البعث الأسبوعية”اطلعت على واقع مياه الشرب في أرجاء مناطق المحافظة لتصل إلى واقع مرير يعيشه ويعانيه أبناء القرى، حيث تبين أن أرياف كثيرة تعاني عطشا شديدا وأخرى تشكو من طول مدة ضخ المياه للمنازل، مع وجود ينابيع مياه غزيرة وأنهار كثيرة دون استثمار فعلي لها!
أبرز القرى التي تعاني من العطش هي كامل قطاع الجرد الشمالي لمنطقة القدموس كالحاطرية والطواحين وبدوقة وحدادة والنواطيف والدي… وغيرها، وتعاني باقي القرى بالقطاع من أعطال طارئة بالشبكة ومن تأخر الدور إلى خمسة عشر يوماً لتشرب وهو طويل، حسب الأهالي.
تعثر مشاريع
وفي منطقة بانياس أفاد الأهالي بتعثر مشروعي البيضا ونعمو الجرد فأهالي تلك القرى يشكون قلة المياه، إضافة إلى أن مضخات ومجموعات التوليد متهالكة وشح الينابيع الأم.
وبين أهالي قرية ضهر الزوبة بالمنطقة أن دورهم بالمياه يأتي كل ٢٧ يوماً والسبب تعطل مجموعات التوليد حسب تأكيدات المعنيين في وحدة المياه!
المعاناة واحدة
ولم يكن واقع المياه في منطقة الدريكيش أفضل حالاً من القرى المذكورة، إذ أن أكثر القرى معاناة هي الواقعة في القطاع الغربي من المنطقة كالملاجة وبيت قرفول والجهنية… تشرب تلك القرى من مشروع شباط والأعطال دائمة، حسب الأهالي الذين أكدوا أيضا أن الدقارة تشرب كل عشرين يوما، وأن مشروع المحيلبة الذي يروي قرى عديدة يشرب سكان القرية كل خمسة عشر يوما، كما تعطش قرى بيت يوسف والعوينية ودوير العوينية والبارة والقليعة وتأتيها المياه كل أسبوعين مرة، لكن المعاناة مريرة لقرية فجليت، حي بيت الهندي، الذين لا تصلهم المياه إلا كل ٢٥ يوما، حسب تأكيداتهم، إذ بينوا أن بعض الناس تعتمد على مياه الآبار وينابيع المياه ويتكبدون جهدا لتأمين المياه منها!
الضخ ضعيف
وفي السياق أفاد أهالي منطقة الشيخ بدر أن واقع المياه بشكل عام غير جيد، إذ أن حوالي خمسة عشر قرية تشرب من آبار مرقية، ناحية القمصية، وتعاني من طول الدور الذي يصل إلى عشرين يوما وأحيانا أكثر كما يأتي الضخ ضعيفا وبالتالي لا يتمكن المواطنون من تعبئة خزاناتهم، مشيرين إلى التوسع العمراني الحاصل بالمنطقة والحاجة الماسة إلى مياه الشرب علما أن دائرة المياه تواصل جهودها لتأمين التغذية وإصلاح الأعطال كون الشبكات قديمة ومهترئة في بعض الأماكن، حسب تأكيدات القاطنين.
طول الدور
أهالي منطقة صافيتا أكدوا عدم وجود قرى عطشى إنما الدور طويل يصل إلى ١٣ يوماً كقرى الجروية ومشرفة كحلة وفتاح نصار، إضافة إلى معاناة القطاع الشمالي من صافيتا والذي يأخذ من نبع الشماميس ويعاني الأهالي من طول الدور الذي يصل إلى ١٢ وأحيانا ١٤ يوما.
أعباء مرهقة
وأثنى المواطنون على الدور الذي تقوم به مؤسسة مياه طرطوس بإرسال صهاريج لتعبئة خزاناتهم ولكنهم أشاروا إلى أن تلك المؤازرة لا تتم بشكل دوري كما أنها غير كافية، وبذلك يتدبر الأهالي أمرهم بشراء صهريج مياه لتفادي النقص الحاصل وللتغلب على مشكلة العطش علماً أن تكلفة الصهريج تتراوح بين ٥٠ – ١٠٠ ألف سعة ١٥ برميلا وهي تكاليف إضافية تضاف إلى فاتورة النفقات اليومي!
واقع مقبول!
تساؤلات وشكاوى المواطنين وضعناها على طاولة مدير مؤسسة مياه الشرب بطرطوس ” المكلف” م٠ أحمد حسامو الذي بين أن إيصال المياه يتم عبر/ ١٩٠/ مشروعاً موزعة على كامل رقعة المحافظة تضم / ٢٥٠ / محطة ضخ وحوالي /٦٠٠ / خزان أرضي وعالي تغطي كامل التجمعات المستفيدة في المحافظة عبر شبكات ضخ وإسالة بطول يتجاوز/ ٥٠٠٠ / كم تصل للمشتركين.
وحول أسباب عطش العديد من القرى وطول فترات التغذية اعتبر حسامو أن الواقع المائي في محافظة طرطوس مقبولاً بالرغم من ظروف التشغيل الحالية الصعبة جدا لاسيما ما يتعلق منها بمصادر الطاقة وخاصة الكهربائية، حيث لا تتجاوز عدد ساعات التغذية الثلاث ساعات يوميا وبالتالي اعتماد المؤسسة بشكل رئيسي على مجموعات التوليد الاحتياطية في تشغيل المشاريع و محدودية كمية المازوت المسلمة للمؤسسة لتشغيلها.
اختناقات في الأرياف
وأردف مدير المؤسسة: بالرغم من هذا الواقع وهذه الظروف استطاعت المؤسسة بجهود كبيرة من كوادرها المحافظة على خدمة مياه دائمة على مدار اليوم في مراكز مدن طرطوس وبانياس ويوم بيوم في الدريكيش، ومشتى الحلو والشيخ بدر مؤكدا ظهور اختناقات في أرياف المحافظة نتيجة الوضع الجغرافي الصعب وطول الشبكات واعتماد المشاريع في تشغيلها على مجموعات توليد تتعرض لأعطال نتيجة قدمها وحالتها الدائمة للصيانة والكلف العالية جدا نتيجة الارتفاع الكبير للأسعار لاسيما خلال العام الحالي.
مراقبة الشبكات
وحول مراقبة التعديات على الشبكات أوضح حسامو أنه تم تشكل ثماني لجان ضابطة عدلية على عدد الوحدات الاقتصادية في المؤسسة مهمتها متابعة مراقبة الشبكات والخطوط وإزالة كافة التعديات عنها بموجب ضبوط عدلية ممن هو غير مشترك وإعداد مخالفات لمن هو مشترك وفق نظام الاستثمار المعمول به في المؤسسة.
صعوبات الإصلاح
وفيما يخص خطط المؤسسة لصيانة الأعطال، بين المدير أن المؤسسة تقوم عبر ورشاتها الفنية في كافة الوحدات الاقتصادية وفي مدينة طرطوس بمتابعة إصلاح الأعطال في المشاريع والشبكات على مدار الساعة بغية المحافظة على سوية خدمة جيدة اتسمت بها المؤسسة، مشيرا إلى أن الصعوبات التي تواجه عمليات الإصلاح هو الارتفاع الكبير بأسعار قطع التبديل وندرتها وقدم الآليات الهندسية المزودة بها الورشات.
وأشار مدير المؤسسة إلى وجود سبعة صهاريج موزعة على مناطق القدموس وبانياس وطرطوس مخصصة لنقل مياه الشرب إلى التجمعات السكانية في حال حدوث أي طارئ أو خروج مشروع عن الخدمة نتيجة تلوث أو عطل طارئ، لافتاً إلى أن هذه الصهاريج قديمة وتحتاج إلى صيانة دائمة للمحافظة على جاهزيتها.
مشاريع في الخدمة
وبالانتقال للحديث عن المشاريع التي دخلت الخدمة في النصف الأول من هذا العام أكد مدير المؤسسة أنه تم ربط العديد من المشاريع بخطوط توتر مستقل معفى من التقنين “راس الشغري” والمرقب المحطة الثانية و الروضة ودوير طه محطة / ٢/ وحالياً تتم أعمال ربط محطات مرقية، كما تم توريد وتركيب مجموعة ضخ أفقية غزارة /٣٠٠/ م٣/ساعة في مشروع تفريعة جديتي لدعم قرية الشيخ سعد بقيمة/ ١٧٤/ مليون ل. س.