ما بين الأعظم والأفضل في التاريخ.. جدل يستعر بين محبي نجوم الرياضة حول العالم
البعث الأسبوعيّة- سامر الخيّر
يعتبر نجوم الرياضة الأكثر شعبية هذه الأيام، وكلّ تفصيل ليس فقط في ألعابهم الرياضيّة ومضامير منافساتهم وإنما تعدّى الأمر ليصل إلى حياتهم الخاصة، وربما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي الدور الأهم في ذلك، لكن الحقيقة أن تحوّل الرياضة إلى صناعة واقتصاد رابح هو السبب وراء هذه الشعبية فهي تُستغلّ على أفضل ما يمكن من قبل الشركاة الراعية سواء للرياضيين بشكل فردي أو للفرق والأندية بشكل جماعي، لكن في الآونة الأخيرة دارت حرب تصنيفيّة قويّة بين أفضل الرياضيين في التاريخ وأعظم الرياضيين على مرّ التاريخ، فمن هم هؤلاء الرياضيين ولما هم الأفضل أو الأعظم؟
لغةً، العظيم هو الأكثر تبجيلاً وفخامة ًأما الأفضل فهو الأحسن والأعلى درجة، أما عملياً فيرجح المحللون الكفة بين الاثنين بالموهبة والعمل الشاق من أجل أداء أعلى المستويات وتحقيق ما لا يمكن تحقيقه في زمان ومكان، وكلنا نعلم أن الأبحاث أثبتت أن النشأة الفطرية على شيء أو بمعنى آخر الموهبة في رياضة ما لا تكفي أبدا ًليصل الرياضي إلى القمّة.
البداية ستكون بالتعريف بأعظم الرياضيين وكيف وصلوا إلى هذا اللقب، عندما وضع الاتحاد الدولي للجمباز نظام النقاط في التحكيم، لم يعتقدوا أن شخصاً ما يمكن أن يسجل 10 نقاط كاملة، حتى جاءت الرومانية الأسطورة نادية كوماننشي في أولمبياد 1976 في مونتريال، عندها صدمت العالم بكونها أول لاعبة جمباز تحقق درجة مثالية كاملة، وليس مرة واحدة بل سبع مرات، مما يجعلها واحدة من أعظم الرياضيين على مر العصور، والمضحك أنه أثناء المنافسة ولأن المنظمين لم يتوقعوا أن يحقق أحد ذلك، لم تتم برمجة لوحة النتائج حتى لإظهار 10 كاملة، لذلك أظهروا “1.00” بدلاً من ذلك.
يأتي في المرتبة الثانية الأمريكي كارل لويس الذي احتلّ المرتبة الأولى في العالم في سباق 100 متر وفي الوثب الطويل في نفس الوقت وفاز أيضاً بأربعة ألقاب أولمبية متتالية، وفي المرتبة الثالثة نجم كرة القدم ليونيل ميسي، فبالنسبة لمشجعي كرة القدم في كل مكان، فهو لا يحتاج إلى مقدمة، لأنه الأعظم دون منافس في كرة القدم، حيث يحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي وهو اللاعب الذي حصل على أكبر عدد تمريرات حاسمة مسجلة في تاريخ كرة القدم، هذا بالإضافة لكون الوحيد المتوج بسبع كرات ذهبية، ويعود ذلك بحسب الذكاء الصنعي لتدريبه الذي يتمحور حول العناصر التي تجعله أكثر رشاقة، كالطاقة والاستقرار والتقنية.
رابعا ًالأمريكي الآخر السباح مايكل فيلبس، أنجح لاعب أولمبي وأكثرهم تتويجاً على الإطلاق ومحطم ما مجموعه 39 رقماً قياسياً عالمياً خلال مسيرته كسباح منافس، ووفقاً لمدربه بوب بومان ، فإن ما يجعل مايكل فيلبس مميزاً هو تدريبه الذهني الذي يتركز على وضع أهدافه وصب جلّ اهتمامه من أجل تحقيقها، فهو يتخيل نفسه يسبح السباق بأكمله ويتوج حتى أنه يرى ردة فعل الجمهور ومحبيه وعائلته.
جاء الدور على الكرة الصفراء ومن غيرها بطلة كرة المضرب سيرينا ويليامز، إنها واحدة من لاعبي التنس الأكثر هيمنة في التاريخ، حيث فازت بأكبر عدد من ألقاب غراند سلام الفردية من أي رياضي آخر- سواء رجل أو امرأة- أحد الأشياء الرائعة التي يمكن استخلاصها من تدريب سيرينا هو قدرتها على التكيف، فهي دائماً تقول أنه من المهم جداً تجربة وخلط نشاطات عدة، فهي ركضت ثم ركبت الدراجة وآلة الركض، ولم ينجح ذلك بشكل جيد، لذلك جربت اليوغا.
وأخيراً حامل لقب الرصاصة لسرعته أوسين بولت، فبشكل عام يعتبر سباق 100 متر هو رياضة شيقة للغاية لأنه يدوم أقل من 10 ثوانٍ على أعلى مستوى، ويمكن كسرها في مراحل محددة للغاية والتي يمكن بعد ذلك تحليلها بتفصيل كبير، وأظهرت الدراسات الحديثة أنه كلما زادت القوة التي يمكن للعدّاء أن يعود بها على الأرض كلما كان أسرع، وبالنسبة لبولت، كان يضرب المضمار بحوالي 1000 رطل من القوة، ومقارنةً مع لعبة أخرى كالقتال المختلط، فإن لكمة كونور مكغريغور تبلغ قوتها حوالي 850 رطلاً، لذا إذا خطا بولت عليك أثناء الركض السريع، فسوف تتعرض لضرر بقوة أكبر مما لو قام كونور مكريغور بلكمك.
الدور الآن على أفضل الرياضيين، وهنا تكون القائمة أكثر منطقية للشريحة الأكبر من محبي الرياضة، وفي المركز الأوّل منطقياً الملاكم الأشهر محمد علي كلاي فهو أشهر رياضي على الإطلاق والشخصية الرياضية للقرن العشرين، صاحب أسرع وأقوى لكمة في التاريخ فكان يصف نفسه بأنه يطير كالفراشة ويلدغ كالنحلة، يبقى الملاكم الوحيد الذي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل 3 مرات، فاز بـ 65 نزال منهم 37 بالضربة القاضية مقابل 5 هزائم.
وفي المركز الثاني أسطورة كرة السلّة مايكل جوردان، فهو أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة السلة الذي قاد الولايات المتحدة إلى ميداليتين ذهبيتين في الأولمبياد، وفاز بلقب الدوري الأمريكي لكرة السلة 6 مرات، وبلقب الهداف 10 مرات وكان معدل تسجيله فى المباراة الواحدة هو 30.2 نقطة.
يليه بيب روث لاعب البايسبول الأمريكي، وأشهر رياضي فى عشرينيات القرن الماضي، فهو الذي نقل الرياضة إلى الصفحات الأولى فى الجرائد، كانت شعبية روث التي لا تصدق منتشرة على نطاق واسع لدرجة أن حتى أعدائه كانوا يعرفون عنه، وهناك تايغر وودز، أفضل لاعب غولف في التاريخ، ومحطم الكثير من الأرقام القياسية في اللعبة، حيث فاز بـ 14 بطولة كبرى للغولف فهو يعتبر من أشهر وأغنى الرياضيين حول العالم.
وهناك الجوهرة السوداء بيليه، لاعب القرن العشرين وهو عند الكثيرين أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، قاد البرازيل لتحقيق كأس العالم ثلاث مرات، يليه منافسه الأرجنتيني مارادونا، الذي يعتبر من أفضل لاعبي كرة القدم عبر التاريخ، قاد منتخب بلاده الارجنتين للفوز بكأس العالم عام 1968.
وأخيرا ًالسويسري الرائع روجر فيدرير، واحد من أفضل لاعبي كرة المضرب في التاريخ، فاز بـ 20 لقباً فردياً في البطولات الكبرى-أكبر عدد في التاريخ للاعبين الذكور-وحصل على المركز الأول في التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين لمدة 310 أسابيع منهم 237 أسبوعاً على التوالي.