أخبارصحيفة البعث

رحلة فيتنام تنذر بالمتاعب

تقرير اخباري

في وقت سابق من هذا الشهر قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيسافر إلى فيتنام قريباً لأن البلاد تريد الارتقاء بعلاقاتها مع الولايات المتحدة. وبحسب التقارير فإنه يخطط للقيام بذلك في منتصف أيلول القادم بهدف توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية مع هانوي.

وستسمح الاتفاقية بتعاون ثنائي جديد من شأنه أن يعزز جهود فيتنام لتطوير قطاع التكنولوجيا الفائقة في مجالات مثل إنتاج أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

أما الأهداف الأكثر بروزاً، وإن كانت غير معلنة، فهي تتلخص في تعزيز قبضة الولايات المتحدة على إنتاج أشباه الموصلات وتنفيذ إستراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي تدور حول قمع الصين واحتواء نفوذها في المنطقة. إنه تكتيك راسخ لإدارة بايدن لمحاولة إثارة التوترات بين الصين وجيرانها وذلك لتقريب الأخيرة من الولايات المتحدة.

وإذا تم التوقيع على مثل هذا الاتفاق فإنه سيمثل تحسناً كبيراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام، ويمهد الطريق لتعاون دبلوماسي واقتصادي وتكنولوجي أوثق بينهما. وهناك أيضاً بعض التخمينات بأن الولايات المتحدة قادرة على زيادة إمدادات الأسلحة إلى فيتنام وتعزيز تعاونها العسكري معها.

قد يعزز مثل هذا الاحتمال صورة بايدن في الداخل ويكسبه بعض رأس المال السياسي للاستفادة منه في الانتخابات الرئاسية العام المقبل. ومع ذلك حتى الخبراء والمسؤولين الأمريكيين لا يعتقدون أن واشنطن قادرة على قلب هانوي ضد بكين. وقد تعهد مسؤولون فيتناميون رفيعو المستوى مراراً وتكراراً بأن فيتنام تعطي أولوية قصوى لعلاقاتها مع بكين.

قبل شهرين في بكين صرح رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه لمضيفيه الصينيين بأن بلاده تعارض تسييس القضايا الاقتصادية، ولن تسمح أبداً لأي قوة بدق إسفين بين الجارتين.

من الواضح أن فيتنام لا ترغب في الانحياز إلى أحد الجانبين في المنافسة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين. وكما أشارت الصين مراراً وتكراراً فإن المناورات الأميركية لا تشكل بأي حال من الأحوال نعمة للمنطقة، بل إنها بدلاً من ذلك عرض من أعراض حاجتها المرضية إلى تعطيل السلام والاستقرار الإقليميين.

وينبغي لدول المنطقة أن تظل في حالة تأهب قصوى إزاء تصرفات الولايات المتحدة، لأنها تتعارض مع التطلعات المشتركة للمنطقة للسلام والتنمية والتعاون والنتائج المربحة للجانبين. ومن أجل إنقاذ سمعتها ونفوذها يتعين على الولايات المتحدة أن تتوقف عن محاولاتها لإثارة المشاكل في المنطقة، وأن تُظهِر بدلاً من ذلك زعامتها من أجل الصالح العام لكل بلدان المنطقة.

هناء شروف