أخبارصحيفة البعث

البيان الختامي لقمّة “بريكس”: رفض العقوبات الأحادية وإصلاح المنظمات الدولية

عواصك – تقارير   

أكد قادة دول مجموعة بريكس “روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا” في البيان الختامي للقمة الخامسة عشرة للمجموعة التي عقدت في جنوب إفريقيا رفض العقوبات الأحادية على الدول النامية، كما شدّدوا على أهمية حلّ الازمة الأوكرانية والتعاون لتطوير الاقتصاد العالمي.

وتضمن البيان “إعلان جوهانسبورغ” مقترحات تهدف إلى التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة في أوكرانيا، وتدعو إلى تعزيز آلية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وإلى تسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني عبر الحوار. والالتزام بتعزيز تنسيق الاقتصاد الكلي وتعميق التعاون في مجال الاقتصاد ومعارضتها الحواجز التجارية، بما في ذلك تلك التي تفرضها الدول المتقدمة بحجة مكافحة تغير المناخ.

وأشار البيان إلى أن دول بريكس تنظر إلى الأمم المتحدة باعتبارها حجر الأساس في النظام الدولي، ويدعم زعماء المجموعة إصلاح الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن الدولي من أجل جعل المنظمة أكثر ديمقراطية وكفاءة.

وأعربت دول بريكس عن تأييدها رغبة البرازيل والهند وجنوب إفريقيا في لعب دور أكبر في مجلس الأمن الدولي، ودعت إلى زيادة تمثيل الدول النامية في المنظمات الدولية والمنتديات متعددة الأطراف.

وشدّد قادة بريكس على أهمية مجموعة العشرين باعتبارها المنتدى الدولي الرائد، ودعوا إلى إصلاحات في منظمة التجارة العالمية ومؤسسات بريتون وودز المالية، كما أعربوا عن قلقهم إزاء استخدام العقوبات الأحادية وعواقبها السلبية على البلدان النامية، وعن دعمهم استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية، وكذلك بين دول المجموعة.

وأكد القادة دعمهم أجندة الاتحاد الإفريقي لعام 2063، بما في ذلك إنشاء منطقة تجارة حرة قارية، إضافة الى إيجاد حل جماعي لمشكلة الديون الدولية، مشيرين إلى أن التعافي الاقتصادي غير المتوازن من الوباء يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة.

واتفقت دول بريكس على العمل على زيادة التدفقات السياحية المتبادلة والتزامها بتعزيز التعاون الزراعي لتعزيز الأمن الغذائي، ودعمها الكامل للرئاسة الروسية للعام 2024 وعقد القمة المقبلة في مدينة قازان الروسية.

وأوعز قادة دول بريكس لوزراء خارجيتهم بإعداد قائمة الدول الشريكة المحتملة للقمة المقبلة.

من جهة أخرى، أعلنت “بريكس” انضمام ست دول جديدة لعضويتها، وقال رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا خلال مؤتمر صحفي لقادة الدول الأعضاء بمجموعة بريكس في جوهانسبرغ: “قرّرنا دعوة كل من إيران والإمارات والسعودية ومصر والأرجنتين وإثيوبيا للانضمام إلى بريكس”، مشيراً إلى أن عضويتهم ستبدأ في الأول من كانون الثاني 2024.

بدوره رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته عبر الفيديو بانضمام الأعضاء الجدد للمجموعة، مشيراً إلى العمل على ضمان التعاون البناء الفعّال معهم، وإلى مواصلة بذل الجهود لتوسيع نفوذ مجموعة بريكس في العالم والعمل مع كل الدول الراغبة بالتعاون مع المجموعة في جميع المجالات.

من جهته، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: نهنّئ الدول التي انضمّت إلى بريكس، والتي حسمت قرارها بالتعامل مع الدول المتقدّمة والصاعدة التي تتحمّل مسؤولية كبيرة لإحلال السلام والاستقرار وتحقيق التنمية في العالم نظراً لنفوذها المتزايد على الساحة الدولية.

بدوره، لفت الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا إلى أن التنوّع في مجموعة بريكس يمنحها القوة للعمل من أجل نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب، وضمان التنمية المستدامة في العالم، مبيّناً أن أبواب مجموعة بريكس ستظل مفتوحة أمام أعضاء جدد.

من جانبه، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكّد أن انضمام أعضاء جدد سيعزّز ثقة الدول المختلفة حول العالم بمجموعة بريكس وجهودها لتشكيل العالم المتعدّد الأقطاب، مشيراً إلى أن توسيع المجموعة رسالة يجب أن يسمعها المجتمع الدولي، حيث يمكن أن تكون هذه المبادرة مثالاً لإجراء إصلاحات في مختلف المؤسسات الدولية.

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاهتمام المتزايد من دول العالم للتعاون مع “بريكس” يأتي نظراً لاعتمادها على مبدأ العدالة والمساواة والشفافية.

وأضاف لافروف: ضمن رئاستنا لـ”بريكس” هناك خطة التعاون الابتكاري ومكافحة جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة، فمجال الصحة سيكون من بين أولوياتنا كما وسنستمر في عمل مجلس الأعمال ومجلس المرأة ودور الشباب والتبادل الثقافي والتربوي، فهناك عدة فعاليات ستكون على مستوى المراكز التعليمية الرفيعة للدول الخمس، وبعد انضمام الدول الجديدة ستكون قضايا الطاقة أكثر إلحاحاً.

ولفت إلى أنه بعد إنشاء بنك التنمية لـ “بريكس” ظهر مشروع “مجموعة العملات الاحتياطية”، وتلك إحدى الخطوات التي يتم اتخاذها لتسهيل استخدام العملات الوطنية وأنظمة الدفع البديلة، فيما يقوم وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بمناقشة قضية العملة الموحدة.

ونوه لافروف إلى أنه يوجد الكثير من العمل أمام وزارات الطاقة والنقل والمالية وفق ما أشار إليه الرئيس بوتين بما في ذلك مشروع الشمال الجنوب الذي يربط بين الطرق البحرية الشمالية والجنوبية، وهو ما سيمنح فرصاً لمنطقة الدول الأوراسية وكذلك دول الخليج والشرق الأوسط.

وفي شأنٍ آخر، أكد لافروف أهمية إصلاح مجلس الأمن الدولي من خلال عضوية الدول من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وذلك لأن معظم أعضائه خاضعون لواشنطن وإرادتها.

وأوضح أن حصول ألمانيا واليابان على عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، غير مطروح للتداول مشيراً إلى أنهما “لن تقدما أي جديد إلى المناقشات” في المجلس بسبب خضوعهما لإرادة واشنطن.

من ناحيته، رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقبول مصر للانضمام لعضوية مجموعة بريكس، مؤكداً أن مصر تربطها علاقة وثيقة بدول المجموعة.

وقال السيسي في بيان نشرته الرئاسة المصرية على “تويتر” اليوم: نعتز بثقة دول المجموعة ودعوة مصر للانضمام لعضويتها بداية من كانون الثاني 2024.

كذلك أشاد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر منصة “اكس” بموافقة مجموعة بريكس على انضمام بلاده إلى المجموعة، معرباً عن تطلعه إلى العمل المشترك معها من أجل رخاء العالم.

بدوره قال عضو مجلس الشورى السعودي فضل البوعنيين: إن زيادة عدد أعضاء مجموعة بريكس تحقق المزيد من القوة الاقتصادية للمجموعة.

وأضاف في تصريح له: إن هذه الخطوة المهمة بانضمام الدول الجديدة، تحقق المنفعة للمجموعة وللأعضاء الجدد، وخاصة في ظل تقديرات  تتحدث عن توقعات بسيطرة “بريكس” على ما نسبته 44 بالمئة من الاقتصاد العالمي بحلول عام 2040.

من جانبه وصف محمد جمشيدي المستشار السياسي للرئيس الإيراني في تعليق على منصة “إكس” قبول عضوية بلاده في مجموعة بريكس بأنه نجاح استراتيجي لسياسة طهران الخارجية.

وقال جمشيدي: إن العضوية الدائمة في مجموعة الاقتصادات الناشئة العالمية هي حدث تاريخي ونجاح استراتيجي للسياسة الخارجية لإيران.

بدوره قال رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد عبر منصة اكس: إن انضمام بلاده إلى مجموعة بريكس يمثل لحظة عظيمة ، مضيفاً: نحن مستعدون للتعاون مع الجميع من أجل نظام عالمي شامل ومزدهر.

وفي وقت لاحق، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش خلال كلمة في القمة: إنه في عالم منقسم تغمره الأزمات لا يوجد بديل عن التعاون، وفيما يتجه المجتمع الدولي نحو تعددية الأقطاب نحتاج بشدّة إلى تعزيز وإصلاح الهيكل متعدّد الأطراف بناء على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وأضاف: إنه لا يمكن تحمّل عالم متفكّك من حيث النظم الاقتصادية وسط حالة من التباين الكبير في اقتصادات الدول، ولذلك وأمام حالة التباين الاقتصادي نبحث عن آلية لتخفيف الديون ومساعدة الدول النامية لاستعادة نسق النمو، والتخفيف من أرقام الدين العام.

وفي سياق متصل، أكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي السابق فويتيخ فيليب أن مجموعة “بريكس” تمثل مستقبل التطور الاقتصادي القادم للعالم كله، داعياً إلى انضمام تشيكياً إليها.

ولفت فيليب إلى أن الصين وروسيا تساهمان في خلق هذا العالم متعدد الأقطاب، وفي حال إصرار الولايات المتحدة على التمسك بهيمنتها بأي ثمن فإنها ستصبح معزولة تماما في السياسة العالمية.