اللحظة الفارقة!
غسان فطوم
ما أحوجنا اليوم كسوريين أن نكون يقظين ومتعاضدين ومتحابين مع بعض يداً بيد، في ظل هذه الظروف الصعبة، ليبقى الجسد الوطني قوياً ومحصناً في مواجهة الأخطار المحدقة.
ولا شك أن هناك أخطاء عديدة وقعت على مدار السنوات السابقة، وأن هناك بعض القرارات لم تكن موفقة فيما يخص الشأن المعيشي والخدمي، لكن هذه الأوقات التي نرى ونسمع ونقرأ فيها عن نوايا خطيرة وخبيثة لتخريب أمن واستقرار البلد، تجعلنا جمعياً أمام مسؤوليات كبيرة، وفي مقدمتها الحفاظ على الوحدة الوطنية التي ميزتنا كسوريين على مدار السنين، وذلك من خلال تكثيف العمل على مختلف المسؤوليات من أجل رفع مستوى الوعي بين أبناء الوطن إزاء مختلف التحديات، والتي أخطرها ما نراه من ممارسات خاطئة وتجمعات تخرج بين الفينة والأخرى من قبل قلة من المغرر بهم، بتحريض ودعم من الخارج باللعب على وتر الأزمة المعيشية.
أهلنا في الوطن.. نحتاج في هذه اللحظة الفارقة أن نكون أكثر وعياً بخطورة ما يجري ويخطط في محاولة لدفع الأمور لمزيد من المعاناة، فلا تكونوا ممن يجلبوا الدمار للوطن، فبات واضحاً للقاصي والداني أن هناك مخططاً لتخريب سورية بعدما فشلوا بالنيل منها وحرفها عن مواقفها، وبعدما انتصرت على الإرهاب وبدأت التعافي اقتصادياً.
نحن على ثقة بأن السوريين الشرفاء في كل أرجاء الوطن بجنوبه وشماله وشرقه وغربه سينتصرون على أوجاعهم والمعيشية والاقتصادية وسيفوتون الفرصة على المتآمرين والحاقدين وأزلامهم من عديمي الأخلاق والضمير في زعزعة أمن الوطن بركوب موجة المطالب المعيشية، التي كلنا معها لو كانت الغاية منها تحسين الوضع المعيشي للمواطن، فهذا حق كفله الدستور، وتعمل عليه الدولة وفق الإمكانيات المتاحة، لكن أن تخرج الأمور إلى ضرب أمن واستقرار البلد وإشعال نار الفتنة تحت ستار لقمة العيش، فهذا خط أحمر لا يمكن أن يقبل بتجاوزه أي سوري حر وأصيل، ودائماً وأبداً نؤكد أن تماسكنا هو الدرع الحصين في الحفاظ على بنيتنا الوطنية وقيمنا الأصيلة، وسنبقى إيجابيين ومتفائلين جداً بتجاوز كل المحن والصعاب وإفشال كل المخططات بفضل صمودنا شعباً وجيشاً وقيادة.