مجلة البعث الأسبوعية

أزمة دوائية خانقة بحمص.. نقيب الصيادلة: نسبة توفرها 60% والزمر الدوائية المقطوعة لا تتعدّى الـ10%

البعث الأسبوعية – نبال إبراهيم   

لم تعد معاناة المواطنين في محافظة حمص ثابتة وتقتصر على الظروف المعيشية والاقتصادية، وإنما باتت تزداد يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام لتصل إلى أزمة انقطاع الكثير من الأصناف الدوائية من صيدليات المحافظة وخاصة ما يتعلق بأدوية الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والمناعة وغيرها فضلاً عن ارتفاع أسعارها بشكل يفوق قدرة المواطن الشرائية في حال وجودها!

معاناة

في ظل ما تشهده المحافظة من فقدان للأدوية وانقطاع بدائلها، لم يكن ينقص المواطن المريض سوى ذلك لتكتمل صورة معاناته بأبهى صورها، بحيث لا يمكن لأي مريض الاستغناء عن أدويته التي تعتبر صمام استمرارية حياته، فلا بد أن يكون الدواء خط أحمر مثله كمثل الخبز.

فقدان الأدوية

تحدث عدد من مرضى الأمراض المزمنة بمحافظة حمص عن معاناتهم من تأمين أدويتهم وانقطاعها وعدم جدوى البحث عنها في الكثير من صيدليات المحافظة أو حتى بتوفر بدائل لها مصنعة محلياً، ما زاد من أوجاعهم ومعاناتهم وخوفهم من تدهور حالتهم الصحية في حال فقدان أدويتهم وعدم تمكنهم من تأمينها.

أضعاف مضاعفة

وأشار مرضى إلى توفر البدائل لبعض أصناف الأدوية المقطوعة إلا أنها أجنبية ولكن ليس بمقدورهم شرائها نظراً لارتفاع أسعارها بشكل كبير وبأضعاف مضاعفة عن المصنع محلياً، لافتين إلى أن العديد من صيدليات المحافظة تبيع دواء غير متوفر بسعر يزيد عن سعره الحقيقي رغم توفره لديهم غير آبهين بحاجة المريض.

وأكد عدد من صيادلة المحافظة أن السوق الدوائية تتعرض حالياً لأزمة خانقة، حيث أنهم يعانون من نقص بعض الأصناف الدوائية وعدم تمكنهم من تأمين كامل كميات الدواء التي هم بحاجة إلى توافرها في صيدلياتهم، لافتين إلى معامل الأدوية خفضت إنتاج بعض الأصناف الدوائية وتوقفت عن إنتاج بعضها الآخر مما أدى لنقص بعضها في الصيدليات وارتفاع سعرها وانقطاع بعضها الآخر.

التغير مع سعر الصرف

من جانبه بين نقيب الصيادلة في حمص الدكتور شادي طرابلسي لـ”البعث الأسبوعية”  أنه بين الفترة والأخرى في العام الواحد نتعرض لأزمة دوائية، عازياً سبب ذلك للتغير المتسارع في سعر الصرف وعدم مواكبة سعر الدواء بالنسبة للمصنع مع المتغيرات السعرية.

وأوضح طرابلسي أن الدواء يصنع محلياً إلا أن كافة المواد التي تدخل في إنتاج الدواء هي مستوردة سواء من مواد أولية أو من مستلزمات الإنتاج كالتعبئة والتغليف والصواغات وغيرها وبالتالي تخضع لسعر الصرف الذي يرتفع ويتغير بين الفترة والأخرى، بالإضافة إلى ارتفاع حوامل الطاقة بالنسبة لمعامل الأدوية وبالتالي تصبح كلف الإنتاج كبيرة عليهم  وخاسرة لهم نوعاً ما إن لم يكن هناك تعديل سعري.

شح الإنتاج

وأشار طرابلسي إلى أن النقص الذي نعاني منه نتيجة لشح الإنتاج في معامل الأدوية وبالتالي خفت توريدات الدواء إلى مستودعات الأدوية ومنها إلى الصيادلة، لافتاً إلى الانقطاع في بعض الأدوية المزمنة بالفترة الأخيرة وحتى البدائل باتت تنقطع تدريجياً.

وأكد طرابلسي أن نسبة الزمر الدوائية المقطوعة حالياً بالمحافظة لا تتعدى10%، وأن نسبة توفر الدواء حالياً يتراوح ما بين 60 إلى 65%، متوقعاً أن يكون هناك توريد للأدوية من جديد خلال الأسبوع القادم وبالتالي ستتوفر الأدوية بشكل تدريجي وخاصة بعد ارتفاع أسعارها مؤخراً والذي سيسهم بتوفيرها، لافتاً إلى توفر حليب الأطفال حالياً بمختلف أنواعه تقريباً بالمحافظة وبنسبة تصل إلى نحو 90 %، مؤكداً على أنه لا يوجد أي مشكلة بمدى توفر حليب الأطفال بالوقت الحالي بالمرحلتين الأولى والثانية، وأنه في حال لا يتوفر صنف معين يتوفر بديل عنه بصنف تجاري آخر.

الدواء الأجنبي

وحول شح الدواء الأجنبي في صيدليات المحافظة قال طرابلسي: إن تسعيرة الدواء الأجنبي يخضع للعملة الصعبة وبالتالي سعره بات عالياً جداً وفي حال تأمينه من قبل الصيدلاني دون أن يكون هناك من يشتريه فقد يضطر إلى إتلافه ويتكبد خسائر كبيرة، علاوةً عن المساءلة القانونية التي قد يتعرض لها الصيدلاني بغض النظر أن كان هذا الدواء مستورداً أو مهرباً.

الأدوية المهربة

وعن واقع الأدوية المهربة ومدى تواجدها في المحافظة بين طرابلسي أنه يوجد بعض الأدوية المهربة في صيدليات المحافظة نتيجة لعدم توافر بعض الأصناف أو النقص ببعضها الآخر، مؤكداً على أن نسب تواجد هذه الأدوية بسيطة ولا تتعدى 5% لكون الدواء الوطني بشكل عام متوفر بكل الزمر تقريباً.

وأكد طرابلسي أن النقابة بالتعاون مع مديرية الصحة تقوم بجولاتها الدورية على صيدليات المحافظة بمعدل جولتين شهرياً، بحيث يتم خلال كل جولة زيارة ما بين 5 إلى 6 صيدليات وبمعدل نحو 15 صيدلية شهرياً، مشيراً إلى أنه تم زيارة نحو 120 صيدلية منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه، وتم مخالفة نحو 15 صيدلية خلالها بمخالفات متنوعة.

1100 صيدلية عاملة

وأشار طرابلسي إلى إجمالي عدد المنتسبين لنقابة الصيادلة بحمص يبلغ 4300 صيدلي منتسب بينهم حوالي 2400 صيدلي مزاول للمهنة، لافتاً إلى أن إجمالي عدد الصيدليات القائمة والعاملة على مستوى المحافظة (مدينة وريف) حوالي 1100 صيدلية.

وبين طرابلسي في ختام حديثه أن نقابة صيادلة حمص قامت بمنح نحو 100 وثيقة نقابية لصيادلة بالمحافظة لمغادرة القطر إلى لبنان من بداية العام الجاري وحتى تاريخه.