ثقافةصحيفة البعث

ثناء النبواني في صالة الشعب.. حبّ وصراع

 ملده شويكاني

الأنثى المتألقة بثوبها الوردي الذي يعكس شفافية همسات الحبيب المختبئة بين وريقات الوردة التي تلامس أذنها، إحدى حالات البورتريه التي توحي بالأمل والفرح والحبّ، جسدتها التشكيلية ثناء النبواني في معرضها ” الأمل” الذي أقيم في صالة الشعب.

يعد هذا المعرض امتداداً لمسارها الفني الملتزم ضمن إطار المدرسة الواقعية التي تتوخى الدقة بالتكوينات المشغولة بعناية، في الوقت الذي يميل فيه أكثر الفنانين الشباب والمعاصرين إلى اتجاهات التعبيرية والتجريد التعبيري.

وقد حفل المعرض بتنوع، وبدا تأثرها بأحد أساتذتها الفنان عصام الشاطر في الركن المخصص للطبيعة الصامتة ومفردات التراث المتعلقة بالأباريق والدلة والحصيرة ومفرش الطاولة الصغيرة وقطع نحاسيات الزينة وغيرها.

كما رسمت الخيل الذي يعد رمزاً لأصالتنا العربية، مع مشاهد جميلة من الطبيعة الحيّة مثل لوحة الأشجار ذات الأغصان العارية التي تحمل رسالتها ببريق الأمل المنبعث من هالة اللون الأبيض للثلج المتراكم على الأرض.

وفي زاوية أخرى استمدت بعض لوحات الطبيعة من البيئة الريفية في السويداء، فشغلت الحجارة السوداء حيزاً من البيت القديم، إضافة إلى موضوعات أخرى تتعلق بالمكان والطفولة. والملفت تأثر النبواني ببعض الفنانين الذين وظّفوا الديك برمزية ضمن تكوينات لوحاتهم ليحتل زاوية منها، إلا أنها أفردت مساحة للوحات كبيرة جسدت فيها الديكة بشكل جماعي.

كما اشتغلت على المزج اللوني في الخلفية، ولا يخلو المعرض من المعاناة التي خطت طريقها على وجه امرأة مسنة تغطي رأسها بوشاحها الأزرق الداكن في حالة دهشة من قسوة الحياة.

سلم النجاح

وقد أوضحت ثناء النبواني التي تعتمد في بعض لوحاتها على النقل عن صور مع تقنية الإضافة والحذف في حديثها لـ” البعث” بأنها ملتزمة بالمدرسة الواقعية لأهميتها كمدرسة تأخذ الرسام إلى طريق التطور الصحيح، ليصعد سلم النجاح بشكل سليم، والواقعية مثل أية مدرسة تهدف إلى خلق متعة بصرية، تتجلى بالألوان والتكوينات والحالة الموجودة باللوحة.

الصراع والألوان

وعقبت على سؤالي عن لوحة الديوك الجماعية، والثنائية بأنها تمثل الصراع الموجود على أرض الواقع، كالصراع بين العقل والقلب، بين الصواب والخطأ، لكن الفنان يتعامل مع الموضوع بالألوان، وبالعلاقات التي تناسب التكوينات مع مراعاة الراحة البصرية لدى المتلقي.

الأنثى وظلّها

ثم توقفت معها عند جمالية لوحة تشخيصها جسد الأنثى في بركة الماء في ليل حالك، لتنعكس العتمة على تموجات المياه، فتابعت: من وجهة نظري كل رسام يستهويه رسم الأنثى بشكل عام، فالمرأة لوحة حقيقية متحركة بحد ذاتها، تعيش الحالة العاطفية بكل حالاتها من لقاء إلى انتظار وترقب إلى الخيبة وما تحمله من ألم ووجع، فأردتُ أن أصوّرها وهي حزينة، ترتدي ثيابها التي تظهر جسدها مركزة على التفاتة وجهها، إلا أنها وحيدة تماماً باستثناء ظلّها ومسحات اللون الأصفر خلفها.

يذكر أن معرض الأمل هو المعرض الفردي الثالث للتشكيلية ثناء النبواني التي درست الفن دراسة خاصة.