المنتخب الأول لكرة القدم في رحلة استعداد شرق آسيوية
ناصر النجار
يغادرنا منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مطلع الشهر القادم إلى شرق آسيا ليخوض مباراتين وديّتين مع ماليزيا في السادس منه ومع الصين في 12، وذلك ضمن أيام الفيفا، وهي مذاكرة مهمّة لمنتخبنا استعداداً للنهائيات الآسيوية التي ستنطلق في قطر مطلع العام القادم.
استعدادات منتخبنا الأول لا تتحقق إلا في أيام الفيفا، وهو أمر طبيعي وفق الروزنامة المعتمدة في كلّ بلدان العالم، المنتخبات كلها تعتمد على خيرة لاعبيها في هذه المباريات الودية وما يصاحبها من مباريات رسمية وبطولات ومسابقات مهمّة، ودور المدرّب يأتي باختيار التشكيلة المناسبة ووضع أسلوب اللعب المناسب، وهذا المتعارف عليه، وذلك حسب طبيعة لاعبي المنتخبات الأخرى فهم جاهزون فنياً ولائقون بدنياً وهذا ما نراه بأم العين.
العثرات في أيام الاستحقاق الرسمي تأتي من المنتخبات التي لا تملك الثقافة الكروية الاحترافية وليس لديها مقومات الاحتراف من إمكانيات وملاعب صالحة وكوادر فنية تؤسّس اللاعبين بشكل صحيح منذ نعومة أظفارهم، لذلك نجد أن البطولات والتألق واللعب الجميل تكمن في المنتخبات التي احترفت صناعة كرة القدم وعملت على رعايتها وتقديم كلّ وسائل الدعم وصولاً للتطور المنشود.
اتحادنا الكروي حاول ويحاول تقديم كل الدعم الممكن لمنتخباتنا، ويبذل جهده ليواكب التطور الكروي، إن لم يكن على مستوى القارة فعلى مستوى المحيط القريب منا، ولكن كلّ مقومات التطور هذه ناقصة، فالمعادلة غير مكتملة الأركان ليتمّ تحقيق ما نصبو إليه من نتائج ترضي عشاق الكرة السورية.
في الحقيقة نحن نملك جمهوراً ذواقاً ولاعبين خلقوا كرويين بالفطرة، لكننا لا نملك الملاعب الصالحة ولا الكوادر الإدارية المختصة وينقصنا الكثير من الفنيين، وما زلنا نبحث عن سفاسف الأمور وننسى أساسيات العمل!.
لا شكّ أن مدرّب إيطاليا روبيرتو مانشيني وافق على العمل مدرباً للمنتخب السعودي ليس طمعاً بالمال فقط، بل لأنه وجد الأرضية المناسبة ليقدّم شيئاً بمنتخب أظهر تفوقه الواضح في كأس العالم الأخيرة، وما الفوز التاريخي على الأرجنتين إلا مثال واضح على ما نقول.
كرتنا بحاجة إلى الكثير بدءاً من البناء الصحيح، وبعدها يمكننا أن نبحث عن المنافسة في مشاركاتنا القادمة.