الرجل المريض يخسر معقلاً آخر في الغابون
تقرير إخباري
خلال أقلّ من 40 يوماً تخسر باريس منطقة أخرى من مناطق نفوذها في إفريقيا التي تدرّ عليها الذهب الخالص، فقد أعلنت مجموعة تضمّ أكثر من عشرة ضباط في الغابون صباح اليوم الأربعاء في بيان تلي عبر محطة “غابون 24” التلفزيونية إلغاء نتائج الانتخابات وحل كل مؤسسات الجمهورية.
وقال العسكريون الذين أكّدوا أنهم يتحدّثون باسم “لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات”: “بسبب حوكمة غير مسؤولة تتمثل بتدهور متواصل للّحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى.. قرّرنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم”.
أوّل ردّ فعل دولي جاء من مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي وصف ما يجري في غرب إفريقيا بأنه مسألة مهمّة لأوروبا، مؤكداً “أننا سنبحث الوضع في الغابون”.
وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في توليدو: إن “وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي سيناقشون الوضع في الغابون، وإنه إذا تأكّد حدوث انقلاب، فإن ذلك سيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة”.
وأشار إلى أنه “إذا تأكّد ذلك، فهو انقلاب عسكري آخر يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها”.
إذن هو انقلابٌ عسكري آخر على الوجود الفرنسي في القارة الإفريقية، وفي غرب إفريقيا تحديداً حيث الثروات الهائلة من النفط والغاز والمنغنيز والسيليكون، وهذا الأمر سيقطع الطرق على الشركات الأوروبية التي تنهب الثروات الإفريقية، وخاصة الشركات الفرنسية، حيث أعلن متحدّث باسم شركة “إيراميت” الفرنسية للتعدين عن تعليق أنشطة الشركة بالغابون وتوقف النقل بالسكك الحديدية إثر محاولة انقلابية للجيش في البلاد عقب نتائج الانتخابات الرئاسية.
ونقلت ذلك وكالة “رويترز” عن بيان لممثل الشركة، الذي قال: بدءاً من هذا الصباح، تم تعليق كل عمليات التعدين لشركة Comilog، وعمليات النقل لشركة Setrag، ووقف حركة السكك الحديدية.
وتمتلك “إيراميت” حصة الأغلبية في Comilog، وهو منجم لخام المنغنيز في مقاطعة أبر أوغوف، وحسب الموقع الإلكتروني للشركة، تنتج الشركة أكثر من 5 ملايين طن من المنتجات سنوياً، إضافة إلى ذلك، يقوم مجمع “مواندا” للمعادن، الذي افتتح عام 2014، بتطوير سبائك السيليكون والمنغنيز، التي تستخدم في صناعة الصلب، وتحتوي على 69% من المنغنيز. أما شركة Setrag فهي شركة تابعة لـComilog، وهي متخصصة في النقل بالسكك الحديدية.
هذا الكنز الضخم من الثروات المعدنية سيضاف إلى الكنوز الأخرى التي خسرتها فرنسا في كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وسيؤدّي إلى انحسار النفوذ الفرنسي من القارة لمصلحة تزايد النفوذين الروسي والصيني في القارة، فهل تحوّلت فرنسا بالفعل إلى “رجل مريض” آخر تتقاسم عنه الدول العظمى الجديدة مناطق النفوذ.
طلال ياسر الزعبي