اقتراب المدارس وارتفاع الأسعار ينشطان حركة محال إصلاح الأحذية والحقائب
البعث الأسبوعية – دعاء الرفاعي
يشهد موسم افتتاح المدارس هذا العام إقبالاً ضعيفاً على شراء مستلزماته نظراً للارتفاع غير المسبوق لأسعارها، مقابل عرض ضعيف لها في المكتبات ومحال القرطاسية، وذلك بشهادة أصحاب الأخيرة ممن أكدوا أن الاستعداد شبه ضعيف من قبل المستهلك الذي يدأب حالياً على تأمين اللازم لأبنائه دون زيادة أو نقصان.
ولا يقف المشهد هنا، لتشهد محال إصلاح الأحذية هي الأخرى حركة كبيرة قبل انطلاقة العام الدراسي، حيث ينشط موسم تصليح الأحذية والحقائب المدرسية لجميع الفئات والمستويات دون تمييز، إذ اضطر أولياء الأمور للعودة لإصلاح القديمة منها ودفع مبالغ بسيطة بدلا من دفع الآلاف مقابل شراء أحذية وحقائب جديدة.
أسعار مقبولة
يوضح صاحب ماكينة لتصليح الأحذية أنه قبل بدء العام الدراسي بأسبوع يبدأ موسم تصليح الحقائب المدرسية والأحذية المستعملة لجميع الفئات العمرية، ويتراوح سعر تصليح الحقيبة وحسب عطلها مابين 3 إلى 6 آلاف ليرة على حسب الشغل الذي يتم عمله فيها، وكذلك يتراوح سعر تصليح الحذاء ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف ليرة، وهي أسعار مقبولة مقارنة مع سعر الجديد منها، ويعتبر موسم التصليح للحقائب والأحذية هو أكثر تلك الفترات ربحا وعملا بالنسبة للعاملين بهذا المجال، حيث تخف وتيرة العمل مع بداية العام الدراسي، مشيراً إلى أن الأحذية تعتبر من أكثر الأشياء التي تحتاج للإصلاح نظرا لعدم قدرة الأهالي على شراء الجديد منها لأبنائهم سيما من لديهم ثلاثة أو أربعة في المدارس، كما يتم إصلاح الحقائب والأحذية بعدة طرق، منها الخياطة واللحام والترقيع واستخدام الخياطة اليدوية أو الخياطة بالماكينة، واستخدام المسامير ومواد خاصة باللحام وكلها مواد مكلفة ما جعلهم يرفعون تسعيرتهم هذا العام تماشياً مع ارتفاع أسعار معظم المواد.
إحدى أولياء الأمور التقتها “البعث الأسبوعية “عند ذات المحل، تقول إن لديها 3 من الأبناء بالمرحلة الابتدائية والإعدادية وتشتري الأحذية فقط لمن يحتاج، فليس من الضروري أن تشتري للجميع وأبنائها متفهمون للحالة المادية وغلاء الأسعار، بينما تشتري الحقائب كل عامين أو ثلاثة وتقوم بإصلاحها في حال وجود أي مشكلة بها، مضيفة أن الحقيبة وصل سعرها إلى 270 ألف ليرة، وليس لديها الاستطاعة لشراء ثلاثة حقائب للجميع، ولكن إصلاح القديمة يكلفها حوالي الخمسة آلاف ليرة فقط.
القديم أفضل من الجديد
وراء ماكينات الخياطة تلك، يجري العشرات صيانة للزي المدرسي أو الحقائب القديمة والأحذية التي بدأت تنهال عليهم دفعة واحدة منذ إعلان وزارة التربية عن بدء العام الدراسي في الثالث من شهر أيلول المقبل، حيث يصل أبو عدنان برفقة أبنائه وكان كل واحد منهم يحمل حقيبته وحذاءه لترقيعها وإعادة استخدامها من جديد، ليقول أنه ليس من المعيب العودة إلى الأحذية القديمة، مبرراً أن القديم أفضل من ناحية التصنيع، على عكس البضاعة الموجودة في السوق حاليا.
لا رقابة عليهم
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس عادل صياصنة بين أن ما سبب ازدياد الإقبال على محال إصلاح الأحذية هو الوضع المعيشي المتدهور لغالبية العائلات التي وضعت المواد الغذائية كأولوية، مشيراً إلى أنه ليس من الممكن فرض رقابة على هذه المهن، ولم تجر العادة على فرض عقوبات على المخالفين منهم، واعداً بتسيير دوريات خلال الأيام القليلة القادمة مع بداية الموسم المدرسي.
وتضم المدينة نحو 6 محال لتصليح الأحذية القديمة موزعة في أسواقها، ولا تتجاوز تكلفة ذلك أكثر من ثلاثة آلاف ليرة للزوج الواحد، بينما يباع الجديد منها بنحو 80 ألف ليرة سورية للنوع الوسط، وجميعهم طالبوا بضرورة تنسيبهم إلى اتحاد الحرفيين الذي لا يعتبر مهنة إصلاح الأحذية على أنها حرفة ولا تمنح العاملين بها حق الانتساب إليه.