مفارقات عجيبة قبل انطلاق الدوري الكروي الممتاز
ناصر النجار
تستمر فرقنا في مرحلتها الاستعدادية للدوري الكروي الممتاز عبر تمارين يومية ومباريات استعدادية وتعاقدات جديدة مع اللاعبين، وما استوقفنا من مباريات أقيمت في المرحلة الماضية اللقاء الذي جرى قبل أيام في طرطوس بين الساحل والكرامة وقد شهدت المباراة شداً وجذباً بين الفريقين واعتراضات وصلت على حد الشغب، والمتابع للمباراة من بعيد أو من قريب ذهل لما حدث ولسان حاله يقول: إذا كان هذا هو حال مباراة استعدادية، فكيف ستكون المباريات الرسمية وكيف ستكون صورتها؟ التشنج لم يكن له من مبرر والخشونة في هذه المباريات ضارة ولا بد لفرقنا من مراجعة هذه التصرفات الخارجة عن الأدب حتى لا تتعرض الفرق لعقوبات انضباطية هي بغنى عنها.
التصريحات المتكررة لكل مدربي الفرق نجد أنهم يشتكون من نقص العديد من اللاعبين في بعض المراكز المهمة، ومن هذا المدخل نجد أن الفتوة الذي حاز على النصيب الأوفر من اللاعبين وكان السباق في ذلك يبحث عن حارس احتياطي لفريقه، وتشرين مؤخراً وجد ضالته عند جاره حطين بلاعبين اثنين ليغطي مركزين ليس لهما بديل مناسب في الفريق.
أيضاً أكد مدرب الكرامة على أن حاجته في بعض المراكز لم تغطى بعد وما زال يبحث عن لاعبين من هنا وهناك، ومثله العديد من الفرق، إذا كانت هذه الفرق تعترف بالنقص في صفوفها، فكيف حال الفرق التي تسير ضمن إمكانياتها الفقيرة وستشارك في الدوري بمن حضر من لاعبين ومن قبل بشروط النادي وميزانيته الضعيفة.
كل هذا يدل بلا شك على أن الدوري فقير بلاعبيه وهو عاجز عن تأمين لاعبين لعدد بسيط من الفرق، فلا يتجاوز فرق دوري هذا الموسم الـ 12 فريقاً وعملياً نحن بحاجة إلى مئتي لاعب أو أكثر بقليل، ولكن للأسف ليس لدينا نوعية جيدة من اللاعبين تصل إلى هذا الرقم، مع الإشارة إلى أن أغلب لاعبينا المتميزين تجاوزوا سن الثلاثين وحتى الآن لا يوجد بدلاء بالمستوى ذاته، ونخشى أن يكون هذا الأمر بداية لكارثة كروية قادمة فلا نجد في المواسم المقبلة اللاعبين القادرين على حمل المسؤولية الكروية في أنديتنا.
الهرولة نحو البطولات المعلبة بلا تفكير وتخطيط هو دمار للأندية ولكرتنا، والخطوة التي يتبعها نادي أهلي حلب في الموسم الجديد هي خطوة مميزة ولا بد من تعزيزها وتقليدها لأن كرتنا بحاجة إلى جيل جديد ودم جديد.