الشاهد سُفُنُهُم…!!
وائل علي
بتقديري أن ثمة الكثير من المفاتيح بين يدينا – لو شئنا – للتخفف من ضوائقنا الاقتصادية وما نعانيه من حصار “قيصري” جائر ولعل الوصفة السحرية الغائبة أو المغيّبة عن الأذهان تكمن في البحر…
نعم.. البحر، فرزق البحر بحر كما يقال، وسواء كان الأمر معلوما أم لا، فإننا لو أحسنّا إدارة هذا الملف وعرفنا توظيفه وتنظيمه فسيسبق ذهب البحر ويتفوق ألف مرة على ذهبنا الأسود “المسروق” ولمعان وبريق المعدن الأصفر البعيد المنال…
إن أهمية استكشاف مكامن القوة لدينا التي تغيب عن البال لسبب أو لآخر، وربما لا يدركها الكثيرون، تقربنا من الكنوز التي تكمن في بحرنا الاستراتيجي الممتد على طول مئة وثمانين كيلو متر، ولديه كل الحلول المعطيات لإخراجنا من هذا الأتون المضطرب، وعلى الجميع أن يدرك ويعرف كيف نوظف هذه الثروة الكامنة الخامدة، بما فيها امتلاك السوريين لألف سفينة على الأقل، مشكلة أسطولا بحريا لا يضاهيه أسطول في العالم، تجوب سفنه عباب بحار الدنيا ومحيطاتها ومحطات موانئها في الطول والعرض لتكون عوائدها الجزلة الوفيرة من القطع الأجنبي في خدمة البلاد والعباد، كما هي لأصحابها من خلال تنشيط الخدمات البحرية التي لا حدود لها، ولعل إعادة النظر بالقوانين المنفِّرة الطاردة للاستثمار البحري عبر تقديم حزمة متكاملة من الميزات والتسهيلات التي تضمن إعادة أسطولنا البحري العملاق وشد ربابنة البحر وأسياده بلا منازع “لحضن الوطن”…
إن العمل في هذا الاتجاه كفيل بإعادة الازدهار والألق والنمو للاستثمار البحري الذي يمتلك أصحابه من الخبرة والحضور والفاعلية ما يكفي، وتستفيد منه كبريات الشركات البحرية والدول القريبة والبعيدة، لقادرون بيسر وسهولة على الالتفاف على جزء كبير من العقوبات ومقاومة الحصار والوقوف في وجهه لوضع نتائجه في خدمة كل السوريين، وسفنهم هي الشاهد..!!