مشاتل المحافظات تكثّف مشاركتها في معرض الزهور لترويج منتجاتها داخلياً وخارجياً
دمشق – زينب محسن سلوم
تستمر فعاليات معرض الزهور الدولي بدمشق بمشاركات متعدّدة من جميع القطاعات الزراعية في المحافظات، والتي حضرت عبر عدد من لجان المشاتل لعرض أفضل وأميز ما لديها من أصناف الزهور والأشجار المتنوعة ومستلزمات تزيين الحدائق والأماكن السياحية.
مدير جناح مشاتل شيخ الجبل بمدينة حماة، بيّن في حديث لـ”البعث” أن الهدف من مشاركتهم المتكررة، سواء في دورات هذا المعرض أو في دورات معرض بغداد الدولي للزهور أو معارض لبنان، هو التعرّف على رجال الأعمال وأصحاب الفيلات والمحال التجارية داخل القطر وخارجه، والترويج لجميع منتجاتهم وعرضها، مشيراً إلى أن مشاتلهم تُعنى حالياً بعدد كبير من الأشجار المثمرة كاللوزيات والفواكه، والحراجية مثل التويا الكرمي والتويا الهرمي والسرو العامودي، وبعض الأصناف الأجنبية التي قاموا بالعمل على توطينها ضمن مشاتلهم كالسرو الإيطالي، لافتاً إلى أنه يتمّ تصدير عدد كبير من منتجاتهم حالياً إلى العراق وخاصة أشجار التويا الهرمي والشماسي “الزنزلخت”.
وحول المعوقات التي تكتنف واقع عملهم بيّن مسؤول الجناح أنها تتلخّص بقلة حوامل الطاقة والتقنين الكهربائي الجائر، موضحاً أنهم يحاولون إدخال الطاقة البديلة ضمن مجال عملهم وفق إمكانيات شركتهم للتغلب على المشكلة جزئياً بهدف الاستمرارية في العمل.
بدوره، نور الدين شربجي، مشاتل زهرة الشام بريف دمشق، أكد سعيهم الحثيث للمشاركة الدائمة، سواء في دورات معرض الزهور الدولي أو غيره من المعارض المتخصّصة الزراعية، الداخلية والخارجية، مؤكداً أن الإقبال على المعرض وأجنحته يبدو مميزاً هذا العام، سواء من الحضور أو العارضين، لافتاً إلى أن شركتهم أعلنت بمناسبة المعرض عن مجموعة من العروض الخاصة على جميع منتجاتهم بهدف ترويجها ومساعدة ذوي الدخل المحدود على نشر الثقافة الخضراء في منازلهم، ولو عن طريق شراء قطعة واحدة من النباتات.
وفيما يخصّ الصعوبات التي يعانيها قطاع عملهم، أوضح شربجي أنهم عانوا سابقاً من مشكلات الطاقة، إلا أنهم يعتمدون مرحلياً على مجموعات توليد كهرضوئية في جميع منشآتهم. أما بخصوص التسويق فقد أوضح شربجي أنهم يقومون بتصدير عدد كبير من جميع منتجاتهم إلى لبنان والأردن، مبيناً أن شركتهم تركّز على إنتاج الشوح والأرز ومجموعة متنوعة من الشجيرات.
من جانبه، أحمد أحمدو، مشتل الشهيد وليد، محافظة اللاذقية، بيّن أنه يشارك في المعرض للمرة الثانية بهدف الترويج لمنتجات مشتلهم وتعزيز مبيعاتهم في جميع أنحاء القطر، والتعرّف على أصحاب المشاتل والمنشآت والشركات السورية والعربية والأجنبية لتحقيق التبادل معها على صعيد المعلومات أو المنتجات والمستلزمات، منوهاً بالتنسيق الجيد للمعرض من وزارتي السياحة والزراعة ومحافظة دمشق. ولفت إلى أن شركتهم تُعنى حالياً وبشكل أساسي بإدخال زراعة الزعفران والأبصال الهولندية على وجه الخصوص إلى اللاذقية وغيرها من المناطق، إضافةً إلى نشر بعض النباتات الإستوائية، مطالباً وزارة الزراعة بضرورة توجيه الفلاحين وأصحاب المشاريع الصغيرة إلى مشاريع الزعفران وتقديم التسهيلات للعمل بها.
وحول المشكلات بيّن أحمدو أن معظم السلبيات التي تعترض عملهم يتمّ حلها بالتشاور بين المنتجين ومديريات الزراعة والجهات المعنية الأخرى ضمن الإمكانيات المتاحة، دون وجود أي تقصير تجاه المنتجين من أصحاب المشاتل.
من جهته أشار خالد الكور، شركة عالم البامبو بدمشق، إلى أن مشاركتهم في هذا المعرض أباً عن جد وهم من مؤسّسي معرض الزهور الدولي الأوائل، لافتاً إلى تقديمهم سنوياً طرقاً ومنتجات جديدة ومميزة، مع حرصهم على عرض جناح يعكس أناقة وسوية المنتج الزراعي والحدائقي الوطني، إضافة لأحدث تصاميم الزينة والديكورات للحدائق، مشيراً إلى أنهم يجتهدون على ذلك، سواء في المعارض الداخلية أو الخارجية، كما تعمل شركتهم بنحو 700 صنف من جميع أنواع النباتات والشجيرات والأشجار والشوكيات المعمرة ونباتات الزينة والنباتات الاستوائية، إضافةً إلى الأزهار الوطنية والمستوردة الأوروبية بهدف توطين إنتاجها وتعديلها لتناسب البيئة السورية في ظل التغيّرات المناخية الحادة التي نشهدها مؤخراً، والتخلص من الاستيراد واستنزافه للقطع الأجنبي، موضحاً أن 80% من المنتجات الأجنبية في شركتهم تمّ توطين إنتاجها. كما تُعنى شركتهم بتأمين كلّ ما يتعلق بالمهن الزراعية من أدوات ومستلزمات، بما فيها بعض أصناف الحيوانات والطيور لخلق لمسة متكاملة للغابة الطبيعية، والتي تتألف من النباتات والبحيرات والحيوانات والأسماك والأكواخ، فضلاً عن إنشاء أقسام نباتية صحراوية متكاملة.
وأبدى الكور استعداده للتعاون مع جميع الجهات المعنية والبحثية في سبيل تطوير القطاع الزراعي وتقويته، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها القطر والتي تتطلب من الجميع تكثيف تعاونهم وابتكاراتهم ومنتجاتهم بشكل تراكمي ينعكس على النمو الاقتصادي، مؤكداً أن أهمية المشاركة تكمن في الترويج للمنتج الزراعي، مع تقديم معلومات مفصلة وصحيحة للزوار والمهتمين، فضلاً عن تقديم عروض خاصة بأقل من سعر الكلفة لترويج ثقافة اقتناء النباتات لدى الجميع.
وأشار الكور إلى أن الصعوبات تكمن في غلاء مستلزمات الإنتاج، وغلاء اليد العاملة، باعتبار أن العمل الزراعي بحاجة لعدد كبير من العمال، يضاف إلى ذلك أن عملهم موسمي، حيث يتمّ الاعتناء بالنبات لمواسم وأيام عديدة لجهة إضافة الأسمدة والمبيدات والأدوية والري وتأمين درجة الحرارة، دون تحقيق أي عائد منها على مدار 5-6 أشهر سنوياً، في حين يتركّز البيع في أشهر معينة من السنة وخاصةً الربيع والخريف.