نغمات كونية ومرايا سديمية
غالية خوجة
أن تصغي لأعماقك باكتشافٍ سابر كأنما تصغي إلى الكون بوشيشه الثابت والعابر، وكذا، تفعل في الكون العناصر، ومنها السدُم المعروفة كأجرام سماوية تنتشر بأشكال منتظمة وغير منتظمة، مؤلفة من الغبار الكوني والغاز مثل الهيدروجين والهيليوم والذرات المؤيّنة ـ منزوعة الالكترونات، وتتحرك في هذا الفضاء سواء كانت مظلمة أو عاكسة أو انبعاثية، ومنها هذا السديم الحلقي الذي التقطته عدسة “جيمس ويب”.
ويبدو مثل عين كهفيّة مفتوحة على عالمين يشرفان على بعضهما البعض، بألوان منسجمة بهارمونية بين تدرجات الأزرق والأخضر كما القزحية وهي تعكس ضوءها على حوافها التي تصبح مرايا مشعة بالأبيض وتدرجات الأشعة البنفسجية، وما تتضمنه من أشعة حمراء، تسافر بنا إلى عمق فضائي لا ينتهي، وكأننا في برزخنا الداخلي الذي نغوص فيه متقنين العودة إلى “الأنا” ووعيها، وما نعود به من مكاشفة تشبه ما يخفيه السديم في أعماقه من نجوم قد تولد في لحظة جاذبية خاصة.
لعلنا مع كل غوص للأعماق نكتشف المشعّ المخبوء في دواخلنا، فنستخرج الطاقة الإيجابية الجميلة، ونعيد صياغة أنفسنا بنغمات كونية تنعكس على حياتنا مثل مرايا السديم، واثقين بأننا الراحلون والباقي منا ذاك الشعاع الذي لن يراه التلسكوب الفضائي، لكنه الماكث في قلوب الناس.