مع ختام الموسم السياحي.. خطوات ضرورية لإنعاش السياحة
طرطوس – محمد محمود
لم يكن الموسم السياحي في طرطوس للعام الحالي 2023 بحجم التوقعات التي رجّحت في بدايته أن يكون الأكثر تميزاً، سواء من ناحية عدد المصطافين الذين يرتادون المحافظة، أو حجوزات الفنادق، أو الخدمات السياحية المقدّمة، وبدت تأثيرات الوضع الاقتصادي جليّة على عدد الزوار والمصطافين، فالجميع بات يحسب بدقة بالغة كلف النقل، وتوفره، ومدة القضاء في الفندق أو الشاطئ.
ويتحدث زائرون من محافظة دمشق عن كلف مرتفعة جداً وخيالية قاموا بدفعها لقاء يوم أو يومين فقط قرب شاطئ البحر، وباستثناء المنتجعات السياحية الخاصة بفئات محدّدة، والتي سجلت حجوزات جيدة وشبه مكتملة. ويؤكد متابعون أن السياحة الشعبية عانت كثيراً هذا الموسم، وبدت بحاجة لعملية إنعاش عبر خطوات جدية تنشط السياحة وتؤسّس لواقع جديد ومطلوب في السنوات المقبلة.
ورأى رئيف بدور عضو المكتب التنفيذي لقطاع السياحة في محافظة طرطوس أن المطلوب اليوم العمل على مجموعة خطوات من شأنها تنشيط الواقع السياحي وتحفيزه لمواسم قادمة، وأهم تلك الخطوات إعادة منح القروض السياحية بضمانة العقارات نفسها، وإيجاد صيغة لترخيص المنشآت السياحية الواقعة على شاطئ البحر بما لا يتعارض مع القرار 198 لترخيص المنشآت السياحية والمعمول به لدى وزارة السياحة وبين المرسوم 65 لعام 2001 المعمول به لدى المديرية العامة للموانئ والمتعلق بوحدة الشاطئ ومرجعية المخالفات في كلّ من القانونين، مشيراً إلى ضرورة عقد اجتماعات تخصّ الأطراف المعنية (سياحة، إدارة محلية، دفاع مدني) لتوحيد الرؤى في هذا الأمر، مضيفاً: يجب إيجاد حلّ جذري للمشاريع السياحية المتعثرة والتي تمّ التعاقد عليها في ملتقيات الاستثمار السياحي السابقة، وذلك من خلال تطبيق العقود الموقعة بين الطرفين أو إعادة طرحها للاستثمار من جديد كي لا نفوّت على خزينة الدولة المزيد من الأموال المهدورة.
وطالب بدور بمنح البلديات الشاطئية الإعانات المالية والمادية اللازمة لافتتاح شواطئ شعبية توفر الحدّ الأدنى المطلوب لارتيادها (دورات مياه، مشالح، كافيتريات) بالتعاون مع الجهات المعنية، وذلك لفتح باب السياحة الحقيقية لكل فئات المجتمع، وكذلك إلزام الوحدات الإدارية بتخديم محيط المواقع الأثرية المهمّة (مطاعم، كافيتريات، تذكارات)، وكذلك العمل على تجهيز مطاعم سياحية بحرية عائمة تجذب السياح.
كما جدّد بدور الدعوة لإعادة تنظيم كورنيش بانياس وطرطوس وتطبيق نظام الكشك الموحد لمنع التشويه البصري، وفي الوقت نفسه يكون هناك تنظيم لعملية البيع والشراء في هذه الأماكن الحيوية. وأشار إلى أن التعاون اليوم مطلوب من كلّ الجهات المعنية، ويمكننا مثلاً العمل على إقامة رحلات سياحية بأسعار رمزية من قبل الشركة السورية للسياحة، وخاصة لذوي الدخل المحدود لتشجيع السياحة الداخلية وتنشيطها، من جهة مقابلة يجب الاهتمام بالمعابر الحدودية وإنشاء مراكز استعلام سياحي تكون مزوّدة بالنشرات السياحية وأسعار المطاعم وكوات لتبديل العملة، بما يعكس المظهر الحضاري لبلدنا، علماً أن هناك دراسة منفذة من وزارة السياحة بهذا الخصوص لكنها لم ترَ النور، داعياً إلى تقديم كلّ التسهيلات المطلوبة للمستثمرين وإنشاء مشاريع جديدة بحراً وجبلاً في محافظة طرطوس لإعادة الألق لهذه المحافظة المميزة سياحياً.