صحيفة البعثمحليات

المحافظون والإعلام…؟!

بشير فرزان

خلصت اللقاءات الحوارية التي ناقشت أداء المجالس المحلية إلى أهمية دور الإعلام في إنجاح عملها من خلال نقل المعلومة والمشاركة والمراقبة لعملها، بما يعزّز دورها في ممارسة صلاحياتها، وهذه الخلاصة تشكّل القاسم المشترك لكافة اللقاءات، وهي أيضاً محلّ اتفاق بين الجميع دون استثناء وعلى أعلى المستويات، حيث ركّزت التوجيهات على العلاقة ما بين الإعلام والوحدات الإدارية ضمن أطر المهام والمسؤوليات التي من شأنها تعميق العمل التشاركي ودعم عمل المجالس المحلية، لتكون شفافة أمام المجتمع، بما يتيح له المراقبة الفاعلة والقدرة على إحداث تغيير إيجابي في وحداته الإدارية، ولكن كالعادة لم يحقّق الانشغال المستمر لوزارة الإدارة المحلية والمحافظات في عقد مثل هذه اللقاءات أي تغيير على صعيد الواقع، وبقيت الخطوات حبيسة الأوراق، بل يمكن القول إنها انتهت مع انتهاء كلّ لقاء!

ومع القناعة بأن التغيير المطلوب في ماهية وطبيعة العلاقة بين الإدارة المحلية بكل مؤسّساتها، والإعلام بكافة وسائله، لا يمكن أن يتمّ بين ليلة وضحاها، إلا أن ذلك لا يعني التغاضي عن الكثير من السلبيات في جوهر هذه العلاقة. ففي وقت يتسابق المحافظون لدعوة أكبر عدد ممكن من الوسائل الإعلامية لتغطية جولاتهم وأنشطتهم وتكثيف الأخبار عن إنجازاتهم، نجدهم ينكفئون ويغلقون أبوابهم وأبواب مكاتبهم الإعلامية عند نشر أي مادة إعلامية تسلّط الضوء على قضية أو مشكلة تحتاج إلى حلّ ومعالجة. وما يثير الغرابة أكثر أنهم لا يتابعون ما يُنشر ولا يقومون بالردّ، فالقضية برمتها بالنسبة لهم “حكي جرايد”، كما يُقال، وليس لهم علاقة بأي مادة صحفية من هذا النوع، ويكتفون بدعم ما يعزّز نظرية أن الأمور بأحسن حالاتها.

بالمحصلة.. ليس القصد من طرح هذه المعضلة الإعلامية الإساءة لأي جهة وإدارة الظهر للجهود التي تُبذل، بل لتصويب العلاقة وجعلها أكثر تفاعلية وقرباً من الآمال الكبيرة المعلقة على نتائج هذه اللقاءات الحوارية، وتمكين المجالس المحلية من عملها، فهل يتمّ تفعيل العلاقة مع الإعلام بشكل صحيح عبر اتخاذ خطوات تفاعلية حقيقية لتنشيط حالة رجع الصدى من المجتمع؟ أم تستمر الأمور على حالها ضمن علاقة مؤطرة بذهنية المكاتب الإعلامية الموجودة في المحافظات، والتي – للأسف – غير قادرة على الاتصال والتواصل مع الإعلام إلا من منظور الإنجاز. ويمكن التأكيد على أنها لا تتابع ما يُنشر نتيجة انشغالها بالحملات الإعلامية الفيسبوكية مع بعض المقربين إعلامياً من أصحاب نظرية “السماء صافية والعصافير تزقزق”.. فإلى متى؟!!