أخبارصحيفة البعث

المخيمات رمز للمقاومة الفلسطينية

تقرير اخباري   

يستهدف الجيش الإسرائيلي بشكل منتظم مخيمات معينة للاجئين في أنحاء الضفة الغربية منذ أوائل هذا العام، حيث تثير تلك الغارات الاحتجاجات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح، والفلسطينيين العزل.

والمخيمات التي تتعرض، بشكل روتيني لنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية، هي مخيم جنين، وبلاطة ، ونور شمس ، وطولكرم ، وعقبة جبر.

يعتبر مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية المنطقة الأكثر سخونة التي تشهد أنشطة عسكرية إسرائيلية ومواجهات مع الفلسطينيين، ومنذ بداية العام راح 73 فلسطينياً من سكان المخيم ضحايا الهجوم الإسرائيلي على المخيم، إضافة إلى تدمير المباني والبنية التحتية فيه. ووفقاً للأرقام الفلسطينية، فإن ما يقرب من 80% من منازل ومتاجر المخيم تعرضت لأضرار جسيمة أو طفيفة خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي في شهر تموز الماضي.

وكان المخيم الذي يأوي حالياً 12,000 فلسطيني قد واجه في نيسان 2002، اجتياحاً إسرائيلياً كبيراً خلف ما لا يقل عن 52 شهيداً فلسطينياً ودماراً واسع النطاق. وقد تم إنشاء المخيم في عام 1953 من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”الأونروا”.

أما في مخيم نور شمس، فقد قتل الجيش الإسرائيلي حتى الآن خمسة فلسطينيين في المخيم، ونفذ ثلاث عمليات عسكرية. ويعيش في المخيم نحو 7000 فلسطيني في مساحة صغيرة لا تتجاوز كيلومتراً مربعاً.

كما يتعرض مخيم طولكرم الذي يقع بالقرب من مخيم نور شمس في شمال الضفة الغربية، و الذي يسكنه 10 آلاف فلسطيني، لهجمات إسرائيلية بانتظام، حيث داهمت قوات الكيان المحتل في 11 آب الفائت المخيم وقتلت فلسطينياً بعد اشتباك مع فلسطينيين آخرين يقطنون في المخيم الذي تم إنشاؤه من قبل الأونروا في عام 1950.

كما شهد مخيم عقبة جبر، الذي يقع بالقرب من مدينة أريحا شرق الضفة الغربية حتى الآن 10 عمليات عسكرية منذ بداية العام، وقتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 11 فلسطينياً داخل المخيم منذ مطلع كانون الثاني. وقد أنشأ المخيم عام 1948 في أعقاب النكبة الفلسطينية، ويعيش فيه حالياً ما يقرب من 10,000 فلسطيني.

يعتبر مخيم بلاطة للاجئين، الذي يقع في شرق مدينة نابلس أكبر مخيم للاجئين في الضفة الغربية، حيث يعيش فيه 16 ألف فلسطيني، ويتعرض لهجمات متكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بسبب تواجد بعض فصائل المقاومة الفلسطينية فيه. ويقع المخيم أيضاً بالقرب من موقع قبر النبي يوسف، الذي يقتحمه المستوطنون الإسرائيليون بانتظام، مما يؤدي إلى اندلاع احتجاجات واشتباكات مع الفلسطينيين. وقد استشهد  حتى الآن مالا يقل عن 13 فلسطينياً في المخيم على أيدي القوات الإسرائيلية منذ بداية العام.

يقول المحلل الفلسطيني سليمان بشارات، مدير منظمة “يابوس” للاستشارات والدراسات الإستراتيجية ومقرها رام الله، وهي منظمة غير حكومية :”تمثل مخيمات اللاجئين بالنسبة للفلسطينيين رمزاً للحرمان واللجوء والطرد من منازلهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي”. مضيفاً: “تعيش هذه المخيمات الفلسطينية، منذ نكبة عام 1948، حالة مقاومة واضطراب متواصلة”. وأكد بشارات أن هذه المخيمات لا تتأثر بالتغيرات الاجتماعية الكبيرة التي تشهدها البلدات والمدن، حيث حافظ اللاجئون على هويتهم الوطنية في المقاومة والمواجهة . وقال إن مخيمات اللاجئين هي حاضنات شعبية للمقاومة، لافتاً إلى أن المخيمات كانت موطناً للقادة الفلسطينيين الثوريين.

عناية ناصر