أكثر من ألف مشروع للمنتجات الأسرية الريفية في المحافظات
دمشق- زينب سلوم
متابعة تجارب ومشروعات المرأة الريفية المنتشرة في المحافظات ومدى ربحيتها ومساهمتها في ترميم دخل المرأة والأسر، تشكل اليوم خطوة ضرورية ومهمّة لتقييم حقيقي لهذه التجارب، ومنها مشروع أم أحمد من القريتين في حمص التي تواصلنا معها للوقوف على تجربتها ومعرفة الدعم المقدّم لها وما تحتاجه للسير بمشروعها للتصنيع الغذائي، حيث أكدت أنها تعرّضت خلال الحرب للتهجير بفعل التنظيمات المسلحة وعاشت فقراً حقيقياً ولم تتمكّن هي أو زوجها من إيجاد عمل مناسب، حتى خطرت لها فكرة العمل في مجال تصنيع وبيع الزعتر من منزلها، مؤكدةً أن مشاريع التصنيع الغذائي الأسرية فرصة لكلّ سيدة أو كل أسرة ليس لديها مورد دخل، وبعد عام من العمل اشتركت في بازار لدعم السيدات في مدينة حمص، وواظبت بعد ذلك على المشاركة في عدد من المعارض والبازارات بهدف تسويق منتجاتها، لافتةً إلى أن الناس اعتادت شراء منتجاتها كونها تتميّز برائحتها الفواحة وجودتها العالية وسعرها الرخيص نسبياً، كما ساهمت بالإعلان لمنتجاتها عبر صفحات الفيسبوك.
وأشارت أم أحمد إلى أنه بعد مشاركتها في معرض منتجات المرأة الريفية مع مديرية الزراعة بحمص تمّ تسليمها غرفة لتطوير عملها بهدف دعم الأسر في القريتين، وأصبحت الغرفة تزخر بمجموعة مميّزة من المنتجات ذات الجودة العالية والسعر المناسب، مؤكدةً أن مديرية الزراعة متعاونة جداً مع العاملات ضمن هذا القطاع، وتحاول جاهدةً تأمين جميع المستلزمات ضمن الإمكانيات المتاحة، وكلّ غرفة تدعم العديد من السيدات الموردات، وتساعدهن على تصريف منتجاتهن.
ولخّصت الصعوبات التي تعانيها في بعد المسافة عن مركز المدينة في ظلّ قلة وغلاء المواصلات، كما أن غرفتهم تحتاج إلى مجموعة توليد كهروشمسية كون لديهم مجموعة من منتجات الألبان والأجبان والمونة التي تحتاج درجات حرارة مناسبة لحفظها.
بدورها تعمل مديرية التنمية الريفية في وزارة الزراعة على ربط مخرجات مشروع التصنيع الغذائي الأسري في الأرياف بصالات بيع متخصّصة يتمّ تمويلها حكومياً.
وحول واقع تلك الصالات قالت مديرة التنمية الريفية رائدة أيوب في تصريح خاص لـ”البعث”: تتوزع هذه الصالات على مستوى المناطق والمدن، ففي اللاذقية يوجد /4/ أسواق، وفي دمشق سوق واحد وفي حمص /4/ أسواق، وفي حلب سوقان، وفي حماة سوقان، أحدهما قيد التنفيذ، وسوق في درعا، وسوق في القنيطرة، أما في ريف دمشق فهناك سوق قيد التنفيذ حالياً. وأوضحت أيوب أن عدد مشاريع النساء الريفيات التي تورّد منتجاتهن إلى تلك الأسواق يبلغ حالياً /692/ مشروعاً.
وعلى صعيد آخر تعمل المديرية، وفقاً لأيوب، على إعداد قاعدة بيانات دقيقة تتضمن أعداد وأنواع وتوزّع مشاريع المرأة الريفية على امتداد الريف السوري بهدف وضع خطط مستقبلية لها، وتوفير دليل استرشادي لمعرفة أسماء صاحبات المشاريع وأماكن وجودهن، إضافةً إلى تمكين صاحبة المشروع التي تسجل مشروعها في السجل للاستفادة من المزايا التفضيلية التي تقدّمها الوزارة، كبرامج التدريب والقروض والمنح والمشاركة بالمعارض، والعرض ضمن صالات بيع منتجات مشاريع النساء الريفيات على مستوى المحافظات. وحول المشاريع التي تمّ تسجيلها حتى تاريخه بيّنت مديرة التنمية الريفية أنه يوجد في أرجاء المحافظات السورية 162 مشروعاً جماعياً، و885 مشروعاً فردياً.
من جهةٍ أخرى بيّنت أيوب أن المديرية تعمل على مشروع تمكين المرأة والحدّ من الفقر من خلال تدريب النساء الريفيات على تأسيس المشاريع الإنتاجية الصغيرة، والوصول إلى مصادر تمويل بشروط ميسّرة، موضحةً أن المشروع يقوم على تمويل الإنتاج الحيواني بأنواعه بما فيه مشاريع النحل، وزراعة جميع أنواع الخضار، والتصنيع الغذائي للألبان والمخللات والبوظة، إضافةً إلى تقطير نباتات طبية وعطرية، كما يتمّ تمويل مشاريع خدمية كالبقاليات والسوبر ماركت وصالات الكوافيرة، ومحال الألبسة والعصرونيات ومحال بيع الأحذية، فضلاً عن الصناعات اليدوية، بما فيها الخياطة وصنع السجاد والشك على النول وصناعة الخيزران، ويمكن تمويل عدد كبير من المشاريع المدرّة للدخل. وأضافت أيوب: بلغ عدد الأسر المستفيدة من المشروع 19828 أسرة، ضمن 13 محافظة، حيث شملت 449 قرية.