بين بايدن وترامب.. “الزهايمر” علامة فارقة
تقرير إخباري
لماذا يتعيّن على الناخب الأمريكي الاختيار بين مرشحين عجوزين لرئاسة البلاد، وما سرّ استمرار الرئيسين دونالد ترامب وجو بايدن في قيادة البلاد إلى نهاية عهدهما رغم وجود محاذير كثيرة تتعلّق بتقدمهما في السن، لدرجة أنهما أصبحا لا يدركان الكثير من تصرّفاتهما، ولا يميّزان بين العديد من القضايا والمسائل المتعلّقة بالسياسة على الرغم من وجود ملقّنين لهما يقفون عادة خلف الستار لاستدراك أخطائهما أثناء إلقاء أيّ خطاب.
فقد تعثّر بايدن وسقط أثناء توزيع الشهادات في حفل تخرج لأكاديمية القوات الجوية الأمريكية في كولورادو، وتمكّن، وهو أكبر الرؤساء الأمريكيين سناً، حيث يبلغ عمره 80 عاماً، من النهوض بمساعدة حاشيته، وبدا أنه لم يُصَب بأذىً.
وهذه السقطة، بالإضافة إلى عثرات سابقة من دراجته وفي طريقه لصعود سلم طائرة الرئاسة، يمكن أن تزيد من مخاوف الناخبين من أن تقدّمه في السن لن يسمح له بالاستمرار في أداء مهامه لفترة جديدة، وخاصة أنه سيكون قد بلغ إذ ذاك 82 عاماً.
والأحدث في هذا السياق، أن بايدن خلط بين الرئيس الفيتنامي فو فان ثونغ ورئيس برلمان فيتنام فونغ دينه هيو، وذلك خلال نشره لصورة خاطئة في رسالة شكره على استضافة الجانب الفيتنامي له، حيث أفادت صحيفة “نيويورك بوست”، بأن ذلك حدث يوم 11 أيلول، عندما شكر بايدن نظيره الفيتنامي في تغريدة نشرها على موقع X (تويتر سابقاً)، وتم حذفها لاحقاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن أرفق كلمات شكره للرئيس الفيتنامي بصورة لرئيس البرلمان الفيتنامي فونغ دينه هيو، بالمنشور. وكتب تحتها: “الرئيس فو فان ثونغ، أشكرك على هذا الاجتماع المثمر”.
هذه الحادثة ربما أحرجت الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يبلغ من العمر 76 عاماً، وهو المرشح الجمهوري الأوفر حظاً لمواجهة بايدن في انتخابات البيت الأبيض عام 2024، ودفعته للتعليق على الحادث بالقول: “الأمر برمّته غريب”.
ورغم أنه كثيراً ما يسخر من تقدّم بايدن في العمر، اضطرّ لتبرير هذا المشهد أمام ناخبيه بأنه “ليس مصدر إلهام”، ما يؤكّد خشيته من انتباه الناخبين أيضاً إلى تقدّمه في السن، واسترجع حادثاً مشابهاً تعرّض له عندما اضطرّ للسير على أطراف أصابعه، بعد خروجه من المسرح، مشيراً فيما يبدو إلى سيره بحرص بالغ للخروج بعد إلقاء كلمة عام 2020، ما أثار اهتماماً إعلامياً كبيراً.
فلماذا يصرّ المشرّعون في الحزبين الديمقراطي والجمهوري على ترشيح رجلين يبدوان عاجزين صحّياً ونفسيّاً عن الوفاء بالتزامات الرئاسة، بل لماذا توافق الدولة العميقة على الاستمرار في هذا السيناريو المضحك للمنافسة بين رجلين أقل ما يمكن أن يقال فيهما أنهما يعانيان أمراض الشيخوخة، ولا سيّما الزهايمر، الذي بدا دائماً خلف الكثير من تصريحاتهما التي أظهرت أخطاءهما في ذكر أسماء الكثير من حلفاء الولايات المتحدة، فضلاً عن قيامهما بتصرّفات مضحكة أمام جمهورهما تنمّ عن نقص واضح في قدراتهما العقلية.
طلال ياسر الزعبي