ديوكوفيتش ينصب نفسه بطلاً مطلقاً واللقاح حرمه من البطولات!
البعث الأسبوعية- مؤيد البش
نجح الصربي نوفاك ديوكوفيتش بالتتويج بلقب بطولة أمريكا المفتوحة لكرة المضرب (رابع بطولات الغراند سلام)، بعد التغلب في المباراة النهائية على الروسي دانيل ميدفيديف، ليحظى بلقبه الرابع في أمريكا المفتوحة، ويعزز رقمه القياسي كأكثر من حصد ألقاب البطولات الأربع الكبرى (24 بطولة) في تاريخ اللعبة.
النجاح الجديد لديوكوفيتش رافقه تسجيل العديد من الأرقام الجديدة الذي استطاع التتويج بثلاث ألقاب في البطولات الكبرى في عام واحد للمرة الرابعة، متفوقاً على غريمه السويسري روجر فيدرر الذي حقق هذا الإنجاز ثلاث مرات، كما أصبح ديوكوفيتش الأكثر فوزاً ببطولات الجراند سلام في تاريخ التنس برصيد 24 لقباً مناصفة مع الأسترالية مارغريت كورت، وبعمر 36 عاماً و111 يوماً أصبح ديوكوفيتش أكبر لاعب يتوج بلقب فردي الرجال في منافسات أمريكا المفتوحة، كما أنه بات أكثر اللاعبين فوزاً بأشواط كسر التعادل في بطولات الغراند سلام في عام واحد في العصر الحديث ب17 شوطاً.
ولم يكتف ديوكوفيتش بهذه الأرقام المذهلة بل استطاع العودة من جديد إلى صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، حيث اعتلى “ديوكو” صدارة التصنيف للمرة الأولى عام 2011 بعد أن توج بلقب بطولة ويمبلدون الإنكليزية على حساب نادال، وأصبح يملك الرقم القياسي لعدد الأسابيع في الصدارة لدى الرجال منذ أن تجاوز رقم السويسري روجيه فيدرر (310 أسابيع) في آذار 2021.
ديوكوفيتش يبدو أنه لن يتوقف قريباً عن مواصلة اللعب وحصد الألقاب رغم اقترابه من عامة السابع والثلاثين حيث أكد بعد التتويج في أمريكا أنه مستمر في التدريب موضحاً في مؤتمر صحفي: “سأواصل تعرفون، أشعر بالراحة مع جسدي، أشعر بأني أحصل دوماً على دعم بيئتي، فريقي، عائلتي، لطالما كانت البطولات الكبرى (غراند سلام) على رأس سلم أولوياتي طوال الموسم، لا أخوض الكثير من الدورات، أحاول كما تعلمون أن تنحصر أولويتي بالوصول إلى القمة خلال الغراند سلام، لا أريد التخلص من هذه الرياضة، طالما أنا قادر على اللعب في مستوى عالمي والفوز في البطولات الكبرى، لا أريد ترك هذه اللعبة وأنا في قمتها، وإذا كنت ألعب بالطريقة الحالية”.
وكشف أنه يطرح على نفسه بعض الأسئلة حول مستقبله في رياضة سيطر عليها في السنوات الأخيرة: “أسأل نفسي أحياناً، لماذا أحتاج إلى هذا الأمر بعد كل ما فعلته إلى متى أريد الاستمرار؟ بالطبع تجول هذه الاسئلة في مخيلتي، لا أضع رقماً محدداً في ذهني الآن حول عدد الألقاب الكبرى التي أريد إحرازها قبل اعتزالي لا يوجد رقم لديّ حقاً”.
من جهته لجأ الروسي دانييل ميدفيديف الذي هزم في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة أمام نوفاك ديوكوفيتش، إلى المزاح للإشادة باللاعب الصربي، وعقب انتهاء المباراة النهائية قال ميدفيديف مازحاً “أولاً أود أن أسأل نوفاك: ما الذي لا زلت تفعله هنا؟ لا أعلم متى تعتزم التوقف قليلاً لكني أهنئك وفريقك، لا أشعر أن مسيرتي سيئة، وقد فزت ب 20 لقباً لكن أنت لديك 24 غراند سلام يا له من شيء رائع”.
حصيلة ديوكوفيتش من التتويجات الكبرى كان من الممكن أن تكون أكبر بكثير لولا غيابه عن نسختين من بطولة أستراليا وبطولة امريكا في العامين الماضيين، وذلك بعد أن رفض في العام 2020 تلقي لقاح كورونا الذي كان شرطاً أساسياً لدخول أمريكا وأستراليا.
موقف النجم الصربي كان قد حرمه من الحصول على 2000 نقطة إضافية بداية العام الجاري كما وصلت غياباته إلى ثمان بطولات كبرى فحرمته من المنافسة على 10 آلاف نقطة، ومنذ انطلاق حملات التطعيم عبر العالم رفض ديوكوفيتش تلقي اللقاح، وأكد مراراً أنه على استعداد للغياب عن البطولات الكبرى التي تجبر المشاركين على التطعيم ضد كوفيد-19، ما أثار شرخا في صفوف الرياضيين على حد سواء بين مؤيد ومعارض أو متفهم لهذا الموقف أو ذاك.
أسباب رفض ديوكوفيتش للقاح كشفته الصحف الإسبانية التي أكدت أن البيئة التي نشأ فيها اللاعب تولد لديه شعور أنه غريب، إذ يتحدر والده من منطقة جبلية، ما يدفعه للمخاطرة بكل شيء من أجل الوصول للقمة، لكن الشعور بالمقاومة والمعاناة كانا أساسين في شخصيته وكان آلة دفاعية تحميه من محاباة الجمهور لغريميه على لقب الأفضل في التاريخ، السويسري روجر فيدرر والإسباني رافائيل نادال، والشعور بأنه كان دائما دخيلا غير مرغوب فيه على إرثهما، كما أن عقلية المستضعف هذه غذت إيمانه بالأدوية البديلة، وهو مشهد كان موجودا في مسقط رأسه بلغراد منذ السبعينيات، وفسرت شكوكه في العلوم التقليدية، وبالتالي يثق ديوكوفيتش في قدرته على إيجاد “طرق أساسية للبقاء” من خلال الاستفادة من قوة جسده، سواء عند محاربة فيروس أو إصابة دون الحاجة إلى اللجوء إلى التدخل الخارجي.