فشل غربي في إقناع دول الجنوب بدعم أوكرانيا
تقرير إخباري:
تبخّرت أحلام الدول الغربية في تحويل قمّة العشرين الأخيرة التي عقدت في العاصمة الهندية نيودلهي، إلى قمّة دعم لأوكرانيا، بل تلقّى الغرب الجماعي صفعة قوية من دول الجنوب العالمي، وخاصة الدولة المستضيفة التي أكدت أن القمّة منعقدة لمناقشة المشكلات الإنسانية والاقتصادية العالمية، وهي غير معنيّة مطلقاً بمناقشة القضايا السياسية التي لها مكان واحد فقط لمناقشتها هو هيئة الأمم المتحدة التي انطلقت أعمالها في هذا الشهر.
هذا ما أكدته صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن خبراء ومسؤولين، حيث أشارت إلى أن محاولات الولايات المتحدة وأوروبا إقناع دول الجنوب بدعم كييف باءت جميعها بالفشل، ولاسيما في ظل موقف البرازيل وجنوب إفريقيا.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن جان تيكاو الموظف السابق في وزارة الدفاع الألمانية رئيس المكتب الألماني للشراكة الاستشارية: “من الواضح أن الغرب فوجئ بامتناع دول الجنوب التام عن الانضمام إليه” في أزمة أوكرانيا، مشيراً إلى رغبة اللاعبين الرئيسيين كالبرازيل وجنوب إفريقيا في اتباع سياسة مستقلة تخدم مصالحهم على الساحة الدولية.
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر أخرى، إلى أن “استعداد المجتمع الدولي لانتقاد روسيا علناً انخفض بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، فضلاً عن معارضة العديد من الدول مطالب أوكرانيا بتحصيل تعويضات من روسيا وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة القيادة الروسية”.
ورجّحت الصحيفة أن تقوم دول الجنوب خلال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بتحويل اهتمام المجتمع الدولي من قضية أوكرانيا إلى القضايا التي تعدّ من أولويات الجنوب العالمي، مثل الفقر وتخفيف عبء الديون، والضغط على الدول الغربية للوفاء بالتزامات التنمية المستدامة حتى عام 2030.
ويبدو أن ما رجّحته الصحيفة سيعمّق جراح اللاعبين الغربيين في هذا السياق، إذ إنه سيعيد توجيه البوصلة نحو المتسبّب الحقيقي بالأزمات العالمية الإنسانية والاقتصادية، وسيركز على البحث عن مشكلات التنمية في العالم الثالث بعد أن أصرّ العالم الغربي طوال الفترة الماضية على تهميش هذه المطالب.
طلال ياسر الزعبي