مقدمات خاطئة في مشروع تطوير الكرة وإدارته تتكفل بدعوة اللاعبين!
بدأ المشروع الوطني لبناء وتطوير الكرة السورية مرحلته الثانية التي جاءت عبر دعوة اللاعبين الموهوبين من كافة المحافظات للالتحاق بالتجمع الأول والثاني الذي بدأ في دمشق أمس الأول لاختيار اللاعبين ويستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري لتمثيل المنتخب الوطني لفئة تحت 16 سنة.
المشروع حتى اللحظة وكعناوين عريضة يعطي انطباعاً أننا أمام فكرة مبدعة من ناحية الشكل، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل التي جعلت تطبيق الفكرة يأخذ منحى مغايراً للأهداف، وأكدت أن الاسم الكبير للمشروع لم ينفع في تحسين المضمون الذي بقيت السلبيات ترافقه منذ لحظة البداية.
وإذا عدنا بالذاكرة قليلاً للمرحلة الأولى من المشروع لوجدنا أن المعاناة المالية واللوجستية كانت مسيطرة على بعض المنتخبات دون التفات من القائمين على المشروع أو اتحاد اللعبة الذي لم يستطيع الفرض على بعض التنفيذيات لتوفير أبسط المقومات، كما أن جدول المباريات وعددها لم يخدم المواهب التي تحتاج بالتأكيد لأكثر من ست مباريات لإثبات حضورها خصوصاً أن عدداً من المراقبين الذين وضعتهم إدارة المشروع لمتابعة المواهب لم يحضروا المباريات أو تركوها قبل نهايتها.
وبالانتقال للمرحلة الثانية التي وجهت إدارة المشروع فيها الدعوات للاعبين للالتحاق بمعسكرين قصيرين لإجراء الاختبارات فقد شكلت صدمة للمتابعين، حيث تم استدعاء لاعبين لم يخوضوا أكثر من شوطين خلال المشروع ولاعبين لم يتم ضمهم لقائمة منتخبات محافظاتهم بالأساس، بالمقابل تم تهميش لاعبي بعض المحافظات المميزين دون معرفة الأسباب!
طريقة دعوة اللاعبين أوحت بأن إدارة المشروع لم يكن لديها الثقة بتقارير الكوادر الفنية التي عينتها وباختياراتها، لذلك تجاوزتها واعتمدت على رؤيتها التي لا ندري على ماذا استندت، فهل المحسوبيات هي التي طغت أم أن اختلاف الرؤى الفنية هي من أوصلت للتضارب في التقييم؟
عموماً من المبكر الحكم على الجدوى من المشروع وما يمكن أن يقدمه لكرتنا، لكن بنظرة موضوعية يمكن القول بأن المقدمات الخاطئة لن توصل إلا لنتائج خاطئة إلا إذا تم تصحيح المسار أو توضيح الأسباب والتفاصيل بشكل منطقي بعيداً عن التسويف والعناوين العريضة!
المحرر الرياضي